نشرت بعض الصحف الإنكليزية مقالاً كتبه طالب في المدرسة الثانوية عن الحب، وقالت الصحف إنه من أفضل ما كتب عن الحب، يقول الطالب الشاب:
إنَّ الحب شعور يجعل شخصين معينين يعتقدان أنهما جميلان، حتى ولو كانا غير ذلك، أو حتى ولو ظنَّ الجميع أنهما ليسا كذلك..
إنه الشعور الذي يجعلهما يجلسان على مقعد خشبي واحد رغم أنَّ هناك عشرات من المقاعد في الحديقة، ويجعلهما يتحدَّثان بضعهما ساعات في لاشيء،
ويجعلهما يسيران تحت ثلوج الشتاء المنهمرة دون أن يشعرا بالبرد،
ويجعلهما يستمتعان بسندويش من الجبن وهما معاً،
رغم أنَّ في إمكان كلٍّ منهما أن يأكل وجبة دسمة لو ذهب كلٌّ منهما إلى منزله.
ويختتم الشاب الصغير بقوله: هذا ما أعرفه عن الحب حتى أكبر وحتى أتزوَّج!!.
"الحبُّ شيء... والزواج شيء آخر"، معادلة تقوم عليها معظم العلاقات العاطفية عند الشباب، فنجدهم يغرمون، لا بل يتيَّمون بشخص، ويقرِّرون في الوقت ذاته أنه لن يكون شريك حياتهم.. فهم يفصلون بين مشاعرهم في الحب ورغبتهم في الزواج من المحبوب، وعلى الرغم من كون الحب أساسياً ومهماً في حياتهم، إلا أنه لايعني أبداً أن يتوَّج بالارتباط والزواج..
ومعادلة الفصل بين الحب والزواج موجودة لاعتبارات وأسباب عادة ما يكون المجتمع شريكاً في وضعها، فبعض الشباب مازالوا يعتقدون أنَّ الفتاة «الحبيبة» لاتصلح لتكون زوجة، لأنَّ الأخيرة يجب أن تتمتَّع ببعض المواصفات التي قد لا تتوافر في الحبيبة، ومن أهم شروط الزوجة عند هؤلاء أن تكون «قطة مغمضة»، و«ما باس تمها إلا إمها»، كما يبحث بعض الشباب عن زوجة أقل مكانة اجتماعية وفكرية منهم، وفقاً لعقلية الشرقي المسيطر، أما الحبيبة فهم عادة ما يكونون قد ارتبطوا بها عن طريق الجامعة أو العمل، وكونها متعلّمة أو عاملة يفقدها هذا الشرط..
حتى اليوم مازالت شريحة كبيرة من الشباب تفضِّل الطريقة التقليدية في البحث عن زوجة، لأنَّ الحب في نظرهم من اختيار الشاب. أما الزوجة، فينبغي أن تكون من اختيار الأسرة، ومَن يدري ربما تكون الفتاة التي اختارتها الأسرة كانت هي الأخرى حبيبة أحدهم الذي تركها لأنه يريد «بنت بيت»!! ...
وحتى لا نكون منحازين ضد الشباب، سنذكر الأسباب التي تدفع بعض الفتيات إلى الفصل بين الحب والزواج..
فكثيرة هي العلاقات التي تنتهي لأنَّ الفتاة وجدت نصيبها.. أو بمعنى آخر وجدت «العريس الجاهز»، ما يجعلها تنهي علاقتها بالشاب الذي أغرمت به لأنه مازال بحاجة إلى عدة سنوات من التفصيل، متحجِّجة بأنَّ مشواره طويل، وأنَّ القطار سيفوتها بعد قليل، لذلك تستغلُّ الفتاة الفرصة لأنها لن تستطيع ضمان الشاب الذي تحبُّه، فربما تفرَّقا لسبب ما، وبذلك تكون قد فوَّتت على نفسها فرصة الزوج المناسب لأسرتها..
بعد هذا العرض للمبرِّرات التي يستند إليها بعضهم في اختيار شريك حياتهم، نكتشف أنَّ المشكلة تكمن في آلية فهم معنى الزواج.. وكأنه عملية إجبارية لابدَّ منها وفق معايير محدَّدة من قبل المجتمع، دون أن تكون بالضرورة مناسبة لنا، وكأن الأسرة والمجتمع هما اللذان سيتشاركان في حياتهما مع الشخص «المفصّل» لهما، وليس لنا!!! فنحكم بالموت على علاقة حب مضى على وجودها عدة سنوات، وخلقتها ظروف ومصادفات جميلة، دون أن يبقى منها إلا بعض الذكريات، كلّ ذلك لنعيش مع شخص غريب لانكاد نعرفه.. فالزواج عند بعضهم غاية، بغضِّ النظر عن الشريك الذي سيكتب اسمه إلى جانب اسمنا لبقية حياتنا، وفي هذه الحالة سيكون زواج «ع المكسّر» فالحظ هو الذي سيحكم على مدى استمراره..
منقول