أي نظام إقتصادي تراه ناجحاً ؟
طرح المشكلة :
إن العمل ضرورة إجتماعية فرضتها حاجيات الأسرة ومتطلباتها وبعدما كان ذو طبيعة بدائية في الحياة الفطرية أصبحت تنظيمية ضرورية من ضروريات الدولة ومن أشهر التنظيمات الإقتصادية التي عرفتها البشرية النظامين الرأس مالي والاشتراكي فكل واحد منهما يمثل طريقته الخاصة وهو الأمر الذي أثارأمامناً عن إشكاليات فأي النظامين أو بعبارة أخري أي من النظامين الإقتصاديين الأجدر للأعتماد عليه كنظام ناجح بما يحتويه من خصائص إيجابية قادرة على النهوض بإقتصاد كل دولة ؟
محاولة حل المشكلة :
الأطروحة : الرأس مالي
إن خير نظام إقتصادي هو اللبرالي الذي قام إثر الثورة الصناعية الكبرى التي شهدتها أوربا الغربية , وأنتشر هذا النظام في أمريكا الشمالية ثم في مناطق أخرى ظهرت نتيجة المصانع والمنشأت التي بنيت أثناء الثورة الصناعية الكبرى . كونته مجموعة من الظروف التي كانت معايشة آنذاك حيث نجد مجموعة من الناس يمتلكون وسائل إنتاج ضخمة مما مكنهم من إمتلاك ثروة ضخمة سمحت لهم بأن يتحكمون بها على الأسواق بأنواعها المختلفة الداخلية والخارجية ولهذا يعتبر أن هذا النظام يقوم أساساً على الملكية الفردية لوسائل الإنتاج و رؤوس أموال ضخمة ومن مميزاته تطور الإنتاج كما وكيفاً وحرية الإستثمار نادى بيه كل من رواد الإقتصاد السياسي في أنجلترا أدم سميث " دعه يعمل أتركه يمر" وريكارد وبكنز حيث أقروا أن يرفعوا هذا النظام الإقتصادي على الإطلاق بما أنه النظام الإقتصادي الحر والأفضل . وقد أقروا موقفهم بعدة أدلة – أولها أن النظام الإقتصادي أذا كان نظاماً إنسانياً يتفاعل مع كل المجتمعات فلا بد أن يكون في خدمة طبيعة هذا الإنسان الذي يعتبر فرداً من ذلك المجتمع يسعى دائماً في البحث عن مصدر الحرية فالباحث عنها يجدها في هذا النظام بكونه يجد نفسه حراً في الإستثمار وحراً في نوعية إنتاج السلع كما وكيفاً . وهذا النظام ليس مفتوحاً للحرية فقط بقدر ما يعتبر خادماً حيث يجد نفسه أمام نظام إقتصادي له السيادة الكاملة لتعامل بأمواله فيه كما يشاء في الحدود التي رسمها القانون .وأيضاً هذا النظام بما يتميز به من تفتح وحرية الإستثمار مما يزيد في إزدهار ورقي إقتصاد الدولة إذ تسع مجال التصنيع ولا يبقى في أطار صنف . ومع هذا إتسع دائرة النشاط الإقتصاد الذي ينتج عنه تنوع في وسائل التصنيع ونوعية الإنتاج و أزدهار التجار وهذا ما يكون لا محال للقضاء على البطالة بإعتباره يحتاج إلى يد عاملة وتحقيق الرقي في المجتمع . وهذا النظام أيضاً يقوم بصقل المواهب وتطورها في مجال الإبداع والعلم والبحث مما يروج بالثقافة والعلم . كما يقوم أيضاً على المنافسة الشديدة من أجل زيادة رجال الأعمال لأرباحهم لإقامة مشاريع جديدة مما يؤدي إلى إغراق السوق بها .
نقد :
لقد أفرزت الحرية الواسعة لهذا النظام بعض العيوب والمشاكل أبرزها ما قال به كارل ماكس فائض القيمة كما أن الملكية الفردية جعلت الأموال تتركز في يد فئة قليلة والفئة الواسعة تعيش الحرمان كما تعرض هدا الإقتصاد إلى أزمات وإرتفاع الأسعار وتكديس البضائع وهيمنة الشركات .
نقيضها :
إن النظام الإشتراكي هو النظام الأمثل ظهر كرد فعل الرأس مالية تركت وراءها المجتمع يتخبط تحت ألام الفقر وهو نظام عدل ومساواة وإنسانية نادى بها العديد من الفلاسفة كسان سيمون ويعتبر رائده كال ماكس وهو قبل أن يكون نظاماً إقتصاديا فهو نظام إجتماعي يتبنى فكرة وشعار العيش للجميع ويهدف إلى القضاء على الإستغلال والطبقية . ويعتمد هذا النظام على التخطيط المركزي والملكية الجماعية للوسائل الإنتاج و فاعتنقه العديد من الدول لما رأت فيه من صلاح ودعاة الإشتراكية يتفقون جميعاً أن ما يدعون أليه هو الأفضل على الإطلاق من تكريسه للعدالة بين الناس ومن جهة الرقي الإجتماعي . فمن الناحية الخلقية نجده يرفض إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان حيث فيه ملكية جماعية لا إستغلال فيها ونرى أيضا ساعات العمل لا تجعل من الإنسان حيواناً كالنظام الرأس مالي بل العكس فهي تسهر على حماية العمال والدفاع على حقوقه والأجور تقدم حسب الكفاءة والجهد المبذول مما يعطي للعمال حقه ويحافظ على كرامته .وهذا النظام يسوي بين جميع الناس في الحقوق الإجتماعية ويسهر جاهداً على تكريس أكثرها أهمية وينشرها بعدالة أمام الجميع وهذا لا يقوم على المصلحة الفردية على حساب المصلحة العامة بل يسعى جاهداً على تحقيق المصلحة العامة ولو على حساب المصلحة الفردية . مما يستحيل عليه أن يربط مشاريعه بما تقود بالفائدة على الجميع.
نقد : إن هذا النظام روح المبادرة الفردية التي تتميز بالإبداع كما كرس عن غير قصد للروح الإتكال كما لم ينجو هذا النظام من ضئالة الإنتاج ورداءته .
تركيب :
إن كلا النظامين لا يخلو من المحاسن والعيوب لذلك قام جماعة من علماء الإقتصاد بنظام يجمع بين المزايا الحسنة للنظامين نراها يتوفر في الممارسة الإقتصادية الإسلامية .
حل المشكلة :
في حقيقة الأمر لا يمكن إنكار أن النظام الرأسمالي هو الذي أنتصر في الأخير كما أنه إستطاع الصمود في وجه النظام الإشتراكي زال والنظام الرأسمالي بقي يتطور ويحقق إنتصارات جديدة .