لنتعلم كيف نحيا للإسلام .
ــ أقف
للحظات طويلة أتأمل ما أنجبت الصحوة الإسلامية من رجال ونساء وطاقات وفعاليات من
دعاة ووعاظ ،فأجد الصالحين كثر لكن الصادقين في الصالحين قليل ، أجد المنتمين كثر
لكن الفاهمين في المنتمين قليل ، أجد المنظمين كثر لكن الواعين بمتطلباتهم في
المنظمين قليل ،أجد المتعاطفين كثر لكن العقلين في المتعاطفين قليل ،
أجدهم لا
يتكلمون إلا كيف يموتون من أجل الإسلام ،كيف يرهقون مهجهم على عتبة الإيمان ،كيف
يقدمون أرواحهم قربانا لرضا الله يتحرّقون للشهادة على فلسطين في جهادها ، في مصر،
تونس و الآن في ليبيا ، تجدونهم يتحرّقون ودون انتظار ، لا أنكر أن الجهاد ذروة
سنام الإسلام ،لكن الجهاد بكل أنواعه ،أعرف أنك إذا طلبت الموت منحت لك الحياة،
لكن لابدّ أن يكون ذلك عن فهم وبصيرة ،تنظيم وتخطيط ،
ـ
وللأسف الشديد كما قال أحد الدُّعاة لقد عرف أبناؤنا الشهادة لكنهم لم يعرفوها
،لقد أدركوا أنهم إذا حملوا السلاح وخاضوا المعركة في ساح الوغى فلربما أودت
بحياتهم رصاصة طائشة أو شظية قنبلة فيكون مصيره الشهادة وجزاؤه جنة الفردوس،وهذه
أمنية كل مؤمن ،ولكنهم نسوا أن الشهادة لابد للشاهد من حضور الحادثة لكن الأمة
الإسلامية غائبة تماما عن مسرح الأحداث ،غائبة عن ركب الحضارة ،فكيف تقام الشهادة؟
فقد يقول
قائل قبل أن نقيم الشهادة لابدّ أن نحرر أوطاننا أولا لابد أن نقيم دولة الإسلام
الحق فلا شهادة بدون خلافة لذا علينا أن نصنع الموت ليصنع من بعدنا الحياة فيا
أبناء الصحوة الإسلامية ،أحسنوا صناعة الحياة ،كما تحسبون صناعة الموت تجاوزا
، تعلّموا أن تحيوا الإسلام وأن تحيوا من
أجله لا أن تموتوا دون وعي ، تعلّموا أن تحبوا الإسلام لا أن تبغضوه ، تعلّموا أن تبشروا لا أن
تنفِّروا ،تعلموا أن تصلوا لا أن تقطعوا ، تعلموا أن تبتسموا لا أن تكشِّروا، تعلّموا أن تعفوا لا أن تعاقبوا ،
وأقول لؤلئك
الذين أرادوا أن يصنعوا الحياة بالموت ،الذين أرادوا أن يقيموا دولة الإسلام ومن
وراءها الخلافة وهم ما أقاموها في نفوسهم ،أقيموا دولة الإسلام في صميم قلوبهم تقم
على أرضكم ،حكِّموا شرع الله في حياتكم يحكم فيكم ، تعلموا الفنين معا فن الحياة
وفن الموت ...