السؤال:
أين تقف المرأة في صلاة الجماعة في المسجد الذي لا يوجد به مقصورة خاصة بالنساء؟
الجواب:
يقول مالك الأشعري عن رسول الله "صلي الله عليه وسل
م": "أنه كان يسوي بين الأربع ركعات في القراءة والقيام ويجعل الركعة الأولي هي أطولهن ويجعل الرجال قدام الغلمان والغلمان خلفهم النساء" رواه أحمد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" رواه الجماعة وقوله خير صفوف الرجال أولها تصريح بأفضلية الصف الأول للرجال وأنه خيرها لما فيه من إحراز الفضيلة "شرها آخرها" إنما كان شرها لما فيه من ترك للفضيلة الحاصلة ما يتقدم إلي الصف الأول "خير صفوف النساء آخرها" أي كان خيرها لما في الوقوف فيه من البعد عن مخالطة الرجال بخلاف الوقوف في الصف الأول من حقوقهن فإنه مظنة المخالطة لهن وتعلق القلب بهن المتسبب عن رؤيتهن وسماع كلامهن ولهذا كان شرها وفيه أن صلاة النساء صفوف جائزة من غير فرق بين كونها مع الرجال أو منفردات وحدهن والصواب ألا تصلي النساء في المساجد التي لا توجد بها مقصورات خاصة بالنساء فعصرنا هذا يمج بالفتن ما ظهر منها وما بطن والواجب علي كل مسلم ومسلمة أن يتحرز لنفسه وأن يتكالب علي الخير ما أمكنه وأن يعض علي كل طريق يوصله إليه وأن يطارد كل طريق يوصله إلي النار ولا نخادع أنفسنا فليس كل الذين يدخلون المساجد من أرباب النفوس السليمة والأخلاق المستقيمة بل تجد في قلوبهم مرضاً ومن لم يستطيعوا التحكم في أنفسهم لذا يجب أن تبعد عن مثل هذه المساجد وهي قليلة جداً والحمد لله اتقاء للفتنة.