♣ yomi Gate ♣
مشرف
مشاركات : 5269
العمر : 31 الجنس : الدولة : الجزائر المدينة : ياحصراة تاريخ التسجيل : 07/03/2010 decoration :
| موضوع: قصيدة الشاعر الكبير : محمود سامي البارودي رحمه الله يرثي أمه في رائعة من عيون شعر الرثاء على مر تاريخ الشعر العربي : الجمعة فبراير 18 2011, 16:38 | |
| هوى كانَ لي أنْ ألبسَ المجدَ معلما *** فلما ملكتُ السبقَ عفتُ التقدماوَمَنْ عَرفَ الدُّنْيَا رَأَى مَا يَسُرُّه ***منَ العيشِ هماً يتركُ الشهدَ علقماوَ أيُّ نعيمٍ في حياة ٍ وراءها *** مَصَائِبُ لَوْ حَلَّتْ بِنجْمٍ لأَظْلَمَا إذا كانَ عقبى كلَّ حيًّ منية ٌ *** فَسِيَّانِ مَنْ حَلَّ الْوِهَادَ، وَمَنْ سَمَا وَ منْ عجبٍ أنا نرى الحقَّ جهرة ٌ*** وَنَلْهُو، كَأَنَّا لاَ نُحَاذِرُ مَنْدَمَا يودُّ الفتى في كلَّ يومٍ لبانة ً*** فإنْ نالها أنحى لأخرى ، وصمما طماعة ُ نفسٍ توردُ المرءَ مشرعاً*** منَ البؤسِ لا يعدوهُ أوْ يتحطما أَرَى كُلَّ حَيٍّ غَافِلاً عَنْ مَصِيرِهِ *** وَلَوْ رَامَ عِرْفَانَ الْحَقِيقَة ِ لانْتَمَى فَأَيْنَ الأُلَى شَادُوا، وَبَادُوا؟ أَلَمْ نَكُنْ *** نحلُّ كما حلوا ، وَ نرحلُ مثلما ؟ مَضَوْا، وَعَفَتْ آثارُهُمْ غَيْرَ ذُكْرَة ٍ*** تُشِيدُ لَنَا مِنْهُمْ حَدِيثاً مُرَجَّمَا سلِ الأورقَ الغريدَ في عذباتهِ *** أَنَاحَ عَلَى أَشْجَانِهِ، أَمْ تَرَنَّمَا؟ تَرَجَّحَ فِي مَهْدٍ مِنَ الأَيْكِ، لا يَنِي *** يميلُ عليهِ مائلاً وَ مقوما ينوحُ على َ فقدِ الهديلِ ، وَ لمْ يكنْ *** رآهْ ، فيا للهِ ! كيفَ تهكما ؟ وَشَتَّانَ مَنْ يَبْكِي عَلَى غَيْرِ عِرْفَة *** جزافاً ، وَ منْ يبكي لعهدٍ تجرما لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ الرَّدَى مَنْ أُحِبُّهُ *** وَ كانَ بودي أنْ أموتَ وَ يسلما وَ أيُّ حياة ٍ بعدَ أمًّ فقدتها *** كَمَا يفْقِدُ الْمَرْءُ الزُّلاَلَ عَلَى الظَّمَا تَوَلَّتْ، فَوَلَّى الصَّبْرُ عَنِّي، وَعَادَنِي *** غرامٌ عليها ، شفَّ جسمي ، وأسقما وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ ذُكْرَة ٌ تَبْعَثُ الأَسى *** وَطَيْفٌ يُوَافِيني إِذَا الطَّرْفُ هَوَّمَا وَ كانتْ لعيني قرة ً ، وَ لمهجتي *** سروراً ، فخابَ الطرفُ وَ القلبُ منهما فَلَوْلاَ اعْتِقَادِي بِالْقَضَاءِ وَحُكْمِهِ *** لقطعتُ نفسي لهفة ً وَ تندما فيا خبراً شفَّ الفؤادَ ؛ فأوشكتْ *** سويدَاؤهُ أنْ تستحيلَ ، فتسجما إِلَيْكَ؛ فَقَدْ ثَلَّمْتَ عَرْشاً مُمنَّعاً *** وَ فللتَ صمصاماً ، وَ ذللتَ ضيغما أشادَ بهِ الناعي ، وَ كنتُ محارباً *** فألقيتُ منْ كفى الحسامَ المصمما وَطَارَتْ بِقَلْبِي لَوْعَة ٌ لَوْ أَطَعْتُهَا *** لأَوْشَكَ رُكْنُ الْمَجْدِ أَنْ يَتَهَدَّمَا وَلَكِنَّنِي رَاجَعْتُ حِلْمِي، لأَنْثَنِي *** عنِ الحربِ محمودَ اللقاءِ مكرما فَلَمَّا اسْتَرَدَّ الْجُنْدَ صِبْغٌ مِنَ الدُّجَى *** وَعَادَ كِلاَ الْجَيْشَيْنِ يَرْتَادُ مَجْثِمَا صَرَفْتُ عِنَانِي رَاجِعاً، وَمَدَامِعِي *** على َ الخدَّ يفضحنَ الضميرَ المكتما فَيَا أُمَّتَا؛ زَالَ الْعَزَاءُ، وَأَقْبَلَتْ *** مَصَائِبُ تَنْهَى الْقَلْبَ أَنْ يَتَلَوَّمَا وَكُنْتُ أَرَى الصَّبْرَ الْجَمِيلَ مَثُوبَة ً *** فَصِرْتُ أَرَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَأْثَمَا وَ كيفَ تلذُّ العيشَ نفسٌ تدرعتْ *** منَ الحزنِ ثوباً بالدموعِ منمنما ؟ تألمتُ فقدانَ الأحبة ِ جازعاً *** وَ منْ شفهُ فقدُ الحبيبِ تألما وَ قدْ كنتُ أخشى أنْ أراكِ سقيمة ً *** فكيفَ وَ قدْ أصبحتِ في التربِ أعظما ؟ بَلَغْتِ مَدَى تِسْعِينَ فِي خَيْرِ نِعْمَة ٍ *** وَ منْ صحبَ الأيامَ دهراً تهدما إِذَا زَادَ عُمْرُ الْمَرْءِ قَلَّ نَصِيبُهُ *** منَ العيش وَ النقصانُ آفة ُ من نما فيا ليتنا كنا تراباً ، وَ لمْ نكنْ *** خلقنا ، وَ لمْ نقدمْ إلى الدهرِ مقدما أَبَى طَبْعُ هَذَا الدَّهْرِ أَنْ يَتَكَرَّمَا *** وَكَيْفَ يَدِي مَنْ كَانَ بِالْبُخْلِ مُغْرَمَا؟ أَصَابَ لَدَيْنَا غِرَّة ً؛ فَأَصَابَنَا *** وَأَبْصَرَ فِينَا ذِلَّة ً؛ فَتَحَكَّمَا وَ كيفَ يصونُ الدهرُ مهجة َ عاقلٍ *** وَ قدْ أهلكَ الحيينِ : عاداً ، وَ جرهما هوَ الأزلمُ الخداعُ ، يحفرُ إنْ رعى *** وَيَغْدِرُ إِنْ أَوْفَى ، وَيُصْمِي إِذَا رَمَى فَكَمْ خَانَ عَهْداً، واسْتَبَاحَ أَمَانَة ً *** وَ أخلفَ وعداً ، وَ استحلَّ محرما فإنْ تكنِ الأيامُ أخنتْ بصرفها *** عَلَيَّ، فَأَيُّ النَّاسِ يَبْقَى مُسَلَّمَا؟ وَ إني لأدري أنَّ عاقبة َ الأسى *** ـ وإِنْ طَالَ ـ لاَ يُرْوِي غَلِيلاً تَضَرَّمَا وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَرَى الصَّبْرَ سُبَّة ً *** عَلَيْهَا، وَتَرْضَى بِالتَّلَهُّفِ مَغْنَمَا وَكَيْفَ أَرَانِي نَاسِياً عَهْدَ خُلَّة ٍ *** ألفتُ هواها : ناشئاً ، وَ محكما وَلَوْلاَ أَلِيمُ الْخَطْبِ لَمْ أَمْرِ مُقْلَة ً *** بِدَمْعٍ، وَلَمْ أَفْغَرْ بِقَافِيَة ً فَمَا فيا ربة َ القبرِ الكريمِ بما حوى *** وَقَتْكِ الرَّدَى نَفْسِي وَأَيْنَ؟ وَقَلَّمَا وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ فِدْيَة َ رَاحِلٍ *** تَخَرَّمَهُ الْمِقْدَارُ فِيمَنْ تَخَرَّمَا؟ سقتكِ يدُ الرضوانِ كأسَ كرامة ٍ *** منَ الكوثرِ الفياضِ معسولة َ اللمى وَ لاَ زالَ ريحانُ التحية ِ ناضراً *** عليكِ ، وَ هفافُ الرضا متنسما لِيَبْكِ عَلَيْكِ الْقَلْبُ، لاَ الْعَينُ؛ إِنَّنِي *** أرى القلبَ أوفى بالعهودِ وَ أكرما فواللهِ لاَ أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ *** وَمَا حَنَّ طَيْرٌ بِالأَرَاكِ مُهَيْنِمَا عَلَيْكَ سَلاَمٌ لاَ لِقَاءَة َ بَعْدَهُ *** إِلَى الْحَشْرِ إِذْ يَلْقى الأَخِيرُ الْمُقَدَّمَا | |
|
ممو العين
مشرف
مشاركات : 5158
العمر : 36 الجنس : الدولة : بلاد ميكي المدينة : في الضاية _باب الزوار_الاغواط_ تاريخ التسجيل : 24/09/2009
| موضوع: رد: قصيدة الشاعر الكبير : محمود سامي البارودي رحمه الله يرثي أمه في رائعة من عيون شعر الرثاء على مر تاريخ الشعر العربي : الثلاثاء يونيو 07 2011, 00:01 | |
| | |
|