بسـم الله الرحمن الرحيم
جرت العادة إذا أردنا من الطفل أن يغير سلوكه أن نسمعه عبارات كأن نقول على سبيل المثال،
" أنت تسبب لي الصداع إذا استمر الوضع سوف أعاقبك ".
فذلك النوع من العبارات يحمل بين طياته النقد والتهديد، لذلك فهو يولد لدى الطفل رد فعل دفاعيا أو عدوانيا،
وعلى العكس من ذلك تبدو العبارات التي تبدأ بـ " أنا أشد فاعلية "،
لأنها لا تهدف إلا لوصف الحقائق بأسلوب هادف، على سبيل المثال أنا أصاب بالصداع عندما تصرخ .
في معظم الحالات لا يستشعر الطّفل سوى ردود أفعالنا والآثار المترتبة عليها،
دون أن يدرك الدوافع التي تقف وراءها،
إلا أن التحدث مع الطفل يقتضي الحديث عن الحياة وقوانينها وأيضا عن الإنفعالات.
مثلاً : يمكن القول : " لقد أحسست بخوف شديد عندما أفلت يدك من يدي وعبرت الشارع وأنت تركض " ،
وهذه العبارة تكفي لتفسير حالة الشحوب والغضب التي انتابتك بعد حدوث هذا الموقف، أو عبارة: " أكاد أموت قلقا إذا تأخرت في العودة من المدرسة "،
باختصار عليك أن تعتادي على التعبير عن انفعالاتك وعدم الإكتفاء بالإتيان بردود الأفعال فقط .
إذا أظهرت لطفلك أنك تفهمين رغباته وأهواءه ودوافعه، فإنه بدوره سوف يبدي اهتماما بك وبطلباتك وبرغباتك .
إذا كنت على خلاف مع طفلك، حاولي أن تعبري له بوضوح ودون نزعة هجومية عن مخاوفك ودواعي غضبك،
مثلا قولي له : " عندما أعود إلى البيت في المساء أستاء من منظر ملابسك المتسخة "،
ثم اسأليه ما الذي يمكننا فعله بهذا الشأن؟ وهذا أفضل كثيرا من فرض قاعدة أو سن قانون أسري،
وهو ما لا يتقبله الطفل بسهولة،
لذلك من الأفضل أن تحثيه على العثور على حلول للمشاكل التي تؤرقكما معا،
فهذا الأسلوب التربوي يساعد الطفل على الأقل على الشعور بأن الآخرين يحترمونه وبأنه عنصر إيجابي،
ما يزيد من إقباله على تطبيق مبدأ التهذيب الذاتي .
ويضعف من رغبته في اللجوء للإستفزاز من آن لآخر .
أستاذة علم النفس / آية بشيري / الجزائر .