ذكر الحافظ البيهقي هذه الواقعة الجميلة فقال:
(( مرّ (نبي الله) سليمان بن داود عليهما السلام بعصفور يدور حول عصفورة ،، وكان عليه السلام يعرف ما يتخاطب به الطيور بلغاتها،،
>>> فقال لأصحابه : [[ أتدرون ما يقول ]] ؟؟؟
- قالوا : وما يقول يا نبي الله ؟!!
>>> قال: [[ يخطبها إلى نفسه
ويقول: زوجيني (تزوّجيني)، أسكنك أي غرف دمشق شئت ]].
>>> ( وتابع عليه السلام قوله معلّقا على وعد الخاطب بإسكان تلك المخطوبة في إحدى غرف دمشق )
فقال : [[ لأن غرف دمشق (كانت يومها) مبنيّة بالصخر ،،
( وكان ) لا يقدر أن يسكنها أحد ]]...
>>> ثم قال (معلّقا) : [[ ولكن كل خاطب كذّاب ]].. )).
###################################
سبحان من أعطى هذا النبي والملك العظيم كل تلك النعم ، والتي كانت غالبيتها محصورة به لوحده من دون سائر الأنبياء والمرسلين ..
فهو بالإضافة الى النبوّة والملك ، فقد أعطاه الله كل شيء في هذه الدنيا العابرة..
*** فقد ذكر القرآن عنه في قوله : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ} وكذلك ما عداها من الحيوانات وسائر صنوف المخلوقات ، قد تمّ تسخيرها كلها له .. والدليل على هذا قوله بعد هذا من الآيات {وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} أي: من كل ما يحتاج الملك إليه من العدد والآلات، والجنود، والجيوش، والجماعات من الجن، والإنس، والطيور والوحوش، والشياطين السارحات، حتى الطبيعة من الريح والجبال والبحار والعلوم والفهوم، والتعبير عن ضمائر المخلوقات، من الناطقات والصامتات.. وكان يعرف ما تتخاطب تلك المخلوقات بلغاتها، ويعبّر للناس عن مقاصدها وإرادتها.
""""""""""""""""""""""""""""""""""""
<**> وهناك فوائد مهمّة نأخذها من تعليقاته عليه السلام :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) إن سنّة الحياة وطبيعة البشر جرت بأن أحدهم عندما يرتاح لإنسانة معيّنة ويعجب بها ويريدها أن تشاركه حياته .. يبدأ بالتقرّب منها والتودّد إليها لإستمالة قلبها وإقناعها بمشاركته والعيش معه الى النهاية كالجسد الواحد ولكن بروحين منسجمتين ومتقاربتين..
2) عندما يخطب الرجل فإنه أحيانا يبالغ في وعوده لخطيبته ،،
>>> بل ربّما وعدها أحيانا بما لا يقدر ولا يستطيع لاحقا الوفاء به ..
>>> وربّما بنى لها قصورا في الهواء ،، أو صنع لها طواحين تطحن الهواء .. معتقدا بأن وعوده العرقوبية(الكاذبة) هو غير مسئول عنها..
###> ولا يتصوّر بأن تلك الخطيبة (الزوجة) ستستيقظ يوما ما من حلمها وتفتح عينيها على الواقع المؤلم !!! فتكون الصدمة كبيرة ومؤلمة عليها،،،ثم يكون فقدان الثقة،،،ثم النفور التام من شريكها،،، ثم يأتي خراب البيت وإنهياره على رؤسهما جميعا ،، ثم يكون الطلاق والفراق في أغلب الأحيان..
3) إن من يبني بيتا له على غير أسس ثابتة وسليمة ، أي بالكذب والمراوغة، فيكون مثله كالذي يبني على الماء ، فإن نهايته الغرق..
4) هذا بالإضافة إلى عدم التوفيق وعدم البركة في الزواج الناتج عن معصية الله تعالى في الكذب والغدر والتغرير..