أخواتي بالله ...
سأسألكنّ سؤالاً صريحاً ... و أريد أن يكون جوابكم أيضاً صريحاً ...
لا أريد منكم إعلان الإجابة ... فالإسرار بها يَفي بالغرض ...
كم تحفظين من كتاب الله ؟!!!
أختي الحبيبة .. كوني صريحة وأجيبي كم تحفظين .. ؟!!
جزءاً .. جزءين .. ثلاثة .. أم نصف القرآن .. أم كله .. أممممممم
بعض صفيحات .. أم اكتفيت بحفظ قصار السور فقط .. ؟!!أخيتي يقول تعالى في كتابه الكريم :
( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) ..
أي لقد يسرنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ .. ومعانيه للفهم والتدبر لمن أراد أن يتذكر أو يعتبر .. فهل من متعظ به .. ؟
وفي هذا حث على الاستكثار من تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه ..
فأين أنتِ من هذا .. ؟!!!
أختاه ..
حددي موقعكِ في خارطةِ حفظ القرآن والعمل به ...
وتذكّري .. أن بين يديكِ حبل من الله .. فتمسّكي به جيداً ..
ألا تحبين أن يكلمكِ الله عز وجل .. ؟!!!
إذاً فاقرئي كلامه المقدّس الذي أنزله في كتابه الكريم ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " [ رواه مسلم ] ..
تخيّلي أن يشفع لكِ القرآن الكريم يوم القيامة ..
و قال عليه الصلاة والسلام : ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به هو مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) [ رواه البخاري ] ..
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تَعلّم القرآن وعلمه ) [ رواه البخاري ] ..
( لا حَسَد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله الكتاب فهو يقومُ به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل أعطاه الله مالاً فهو يتصدقُ به آناء الليل وآناء النهار ) [ رواه مسلم ] ..
( من قرأ حرفا من كتاب الله؛ فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: {الم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ) [ إسناده جيد ] ..
أرأيتِ كم للقرآن فضل عظيم .. فأين أنت من فضل قراءته وتلاوته .. وفضل حفظه وتدبره .. وفضل العمل به .. أين أنت أخيتي عن هذا الفضل .. ؟!
إذاً هيا بنا لنقرأه ونحفظه ونطبقه .. ربما ستقولين في نفسك : إن شاء الله عندما أتزوج سأبدأ حفظ القرآن .. أو إن شاء الله عندما يكبر أولادي قليلاً لكي أتمكن من التفرغ لحفظه .. إن شاء عندما أزوّج أولادي ! .. ثم تأتين وتقولين لي في النهاية : لم أعد قادرة على الرؤية بشكل جيد بسبب تقدم سني .. !!!
صدقيني هذا ما سيحدث بالضبط إذا لم تباشري حفظ القرآن الكريم .. فالسنين تمر سراعاً .. والعمر يمضي ويمضي فأيامة تجري مسرعة ولحظاته تمر كالبرق الخاطف ..
يقول تعالى : ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) ..
( ويوم نحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم ) ..
فالحياة الدنيا بطولها وعرضها بأيامها ولياليها بلحظاتها لا تعدو أن تكون ساعة .. !! ..
وفي الأثر .. ( إن الأيام تطوى .. وأن الأعمار تفنى .. وإن الليل والنهار يتراكضان تراكض البريد يقربان كل بعيد ويفنيان كل جديد وفي ذلك عباد الله ما ألهى عن الشهوات ورغب في الباقيات الصالحات .. ) ..
أليس من الخسران أن لياليا ... تمر بلا نفع وتحسب من عمري