استغلال الأطفال
مقدمة:
لا تقتصر ظاهرة استغلال الأطفال على الدول الفقيرة والنامية، بل تنتشر أيضا في الدول الصناعية، انها صور مأساوية خصوصا أن أكثر من 22 مليون طفل بيعوا في الأسواق العالمية خلال العقد الماضي, (212) مليون طفل يُسخرون في أعمال قاسية وسط ظروف صعبة وخطرة على حياتهم وهناك نحو 15 مليون طفل يموتون سنويا نتيجة هذه الممارسات غير الإنسانية بحق الأطفال رجال الغد وكثيرا ما يتعرض الأطفال للبيع كأية سلعة تجارية في العائلات الكبيرة الغارقة في الفقر.
وقد قال "التحالف من أجل وقف استغلال الأطفال" في الحروب إن معدلات تجنيد الأطفال ارتفعت بشكل كبير في عام 2003 في كل من ساحل العاج وليبيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
يستغل عدد كبير من الأطفال في الحروب أو في الحقول والمصانع والمناجم والأعمال الشاقة المختلفة مقابل أجر زهيد أو لمجرد غذاء غير كاف لنمو قواهم العقلية والجسدية ويحرمون من التعليم الذي يجب ان يكون إلزاميا ومجانيا، عبر مشارف القرن الواحد والعشرين مازال عشرات ملايين الأطفال يعاملون كعبيد وأسرى حرب.
[color=red]بعض إحصائيات استغلال الأطفال:[/color]
وفي افريل 2001 خصصت الصحف العالمية صدر صفحاتها الاولى لقضية الاطفال العبيد هذه وللمتاجرة بهم مع افتضاح امر السفينة النيجيرية، "الاتيرينو" المبحرة من بنين وعلى ظهرها عشرات الاولاد ليباعوا كعبيد في الغابون. وبحسب منظمة اليونيسف للعناية بالطفولة فإن اكثر من 200 الف طفل ومراهق في افريقيا الوسطى والغربية هم عرضة للبيع والشراء.
حتى في البلدان الغنية هناك حوالى 2،5 مليون ولد تحت الخامسة عشرة من العمر يضاف اليهم 11،5 مليون مراهق بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة يعملون في ظروف قاسية ويتعرضون للخطر في قطاعات الزراعة والبناء والنسيج وصناعة الاحذية: 120 الفاً في الولايات المتحدة، 200 الف في اسبانيا، 400 الف في ايطاليا واكثر من مليونين في بريطانيا.
الحقيقة ان الارقام فادحة. فأكثر من نصف مليار طفل يتقاضون أقل من يورو واحد في اليوم ويعانون البؤس اكثر من غيرهم ليحملوا آثاره النفسية والجسدية طوال حياتهم. اكثر من مئة مليون طفل لا يدخلون المدرسة ابدا بسبب الفقر او التمييز. وفي كل سنة يموت 11 مليون طفل تحت سن الخامسة اي 30 الفاً يوميا، اي وفاة واحدة كل ثلاث ثوان...
بين 1990 و2000 وبسبب النزاعات المسلحة، فقد اكثر من مليون طفل اهلهم او فصلوا عن عائلاتهم وجنّد اكثر من 300 الف بينما قتل اكثر من مليونين في الحروب الاهلية وجرح 6 ملايين او تعرضوا للاعاقة الدائمة او لتقطيع الاطراف كما فقد 12 مليوناً منازلهم وشرّد 20 مليوناً.
الى ذلك، فإن اكثر من 700 الف طفل هم ضحايا الاتجار بالبشر المرغمين على معاناة ظروف العبودية وذلك كما تقول الامم المتحدة "بسبب الطلب على اليد العاملة الرخيصة"
حال الفتيات الصغيرات هي الاكثر تعاسة اذ يتعرضن لكلفة اصناف التمييز حيث نجد ان 60 مليوناً من اصل المئة مليون طفل غير مسجلين في المدارس هم من البنات. وبسبب جنسهن تعرضت ما بين 60 و100 مليون منهن للقتل الجنيني او للتخلص منهن عند الولادة او سؤ التغذية او النقص في العناية الطبية. واكثر من 90 في المئة من خادمات المنازل، وهو العمل الاكثر انتشارا في صفوف الصغار، هن من البنات بين الثانية عشرة والسابعة عشرة من العمر.
مفهوم عمالة الأطفال:
تنقسم إلى قسمين الأول سلبي والثاني إيجابي :
مصطلح عمالة الأطفال السلبي: هو العمل الذي يضع أعباء ثقيلة على الطفل ، العمل الذي يهدد سلامته وصحته ورفاهيته ، العمل الذي يستفيد من ضعف الطفل وعدم قدرته عن الدفاع عن حقوقه ، العمل الذي يستغل عمالة الأطفال كعمالة رخيصة بديلة عن عمل الكبار ، العمل الذي يستخدم وجود الأطفال والا يساهم في تنميتهم ، العمل الذي يعيق تعليم الطفل وتدريبه ويغير حياته ومستقبله .
مصطلح عمالة الأطفال الإيجابي : يتضمن هذا التعريف كافة الأعمال التطوعية او حتى المأجورة التي يقوم الطفل بها والمناسبة لعمره وقدراته ، ويمكن أن يكون لها أثارا إيجابية تنعكس على نموه العقلي والجسمي والذهني ، وخاصة إذا قام به الطفل باستمتاع والحفاظ على حقوقه الأساسية لأن من خلال العمل يتعلم الطفل المسؤولية والتعاون والتسامح والتطوع مع الآخرين.
العنف ضد الأطفال تعريفه و أنواعه وأشكاله؟؟؟؟
العنف ضد الأطفال هو استخدام القوة ( السلطة ) أو التهديد باستخدامها ضد الذات أو ضد شخص أخر , مما يسبب أذية جسدية أو نفسية " .
وفيما تكون أنواع العنف محددة , إمّا ضد الذات , أو ضد شخص أخر , أو تأخذ الشكل الجماعي .
ويحدد الدكتور بسام المحمد أمين سر رابطة الطب الشرعي لسيريانيوز أشكال العنف ضد الأطفال " العنف الجسدي , العنف الجنسي , العنف النفسي , الإهمال ونقص الرعاية , الاستغلال الاقتصادي "
ويشمل العنف ضد الأطفال (اشكاله )
العنف البدني والعنف النفسي والتمييز والإهمال وسوء المعاملة. كما يتراوح من الإيذاء الجنسي في نطاق البيت إلى العقاب البدني والمهين في المدرسة؛ من القيود البدنية التي تفرض في منزل الطفل إلى الوحشية على أيدي أعوان الأمن؛ من الإيذاء والإهمال في المؤسسات إلى الاشتباكات بين عصابات الصبية في الشوارع التي يعمل بها الأطفال أو يلعبون؛ ومن قتل الأطفال إلى ما يطلق عليه القتل "دفاعاً عن الشرف".
العنف الجسدي .. انتشار يرسخه المجتمع
العنف الجسدي " نمط سلوكي يتمثل بإحداث المسيء لإصابات غير عرضية بالطفل، والتي قد تكون بقصد فرط التأديب، أو العقاب الجسدي، أو انفجار المسيء لتصريف ثورة غضب ، أو إحداث متلازمة الطفل المعذب " .
ولعل العنف الجسدي هو الظاهرة الأكثر وضوحاً في مجتمعنا , حيث يأخذ الشكل التأديبي في معظم الأحيان , الأمر الذي أصبح عرفاً اجتماعياً , لدرجة أصبح من الطبيعي رؤية أباء يضربون أبنائهم في الأماكن العامة .
ظاهرة ضرب الأطفال من قبل ذويهم " [/b].
الإساءة الجسدية تؤدي إلى حدوث عواقب عصبية مثل الإعاقات الدائمة نتيجة إصابات الرأس , والإساءة الجسدية تزيد احتمال معانات الأطفال من محاولات الانتحار والإصابات المفتعلة وتعذيب النفس , وحدوث كسور وخلوع وتشوهات.
العنف النفسي .. والإهمال .. والنقص العاطفي
" إن معظم الأطفال الذين يتعرضون لأعمال العنف , سبب لهم ذلك الأمر عقداً نفسية , مما خلق لديهم ردات فعل عكسية , مولداً في أنفسهم حب الجريمة وارتكابها عندما يكبروا , والبعض منهم يقدم على ارتكاب الجرائم برغم صغر سنه ,ونجد أن بعض المجرمين من تجاوز عمر الطفولة قد أقدم على ارتكاب جرائم مختلفة بدوافع غالباً ما تكون دفينة نتيجة لما تعرضوا له من أعمال عنف وشدة في طفولتهم , وغالباً ما يكون الهدف أو الغاية من جرائمهم إنما هو التخلص والانتقام لذواتهم " .ويظهر العنف النفسي ضد الأطفال جلياً في اختلال نمو شخصية الطفل , وسلوكه اليومي , حيث تؤدي الإساءة العاطفية إلى سلوكيات انعزالية سلبية أو عدائية .
دراسة لعنف من منظور حقوق الإنسان
ادت دراسة العنف من منظور حقوق الإنسان والصحة العامة وحماية الطفل، على خمسة ’بيئات‘ يحدث فيها العنف هي: البيت والأسرة، والمدارس والبيئات التعليمية، والمؤسسات (الرعاية والقضائية)، ومكان العمل، والمجتمع المحلي.
وقد يتصدّر العنف المفرط ضد الأطفال عناوين الصحف ولكن الدراسة تخلص إلى أن العنف بالنسبة لكثير من الأطفال أمر روتيني، وأنه يشكل جزءًا من واقعهم اليومي.
وعلى الرغم من أن قدراً كبيراً من العنف يظل مختفياً عن الأنظار أو لا يتم الإبلاغ عنه، ومن ثم فإن الأرقام نادراً ما تعكس مستواه الحقيقي، إلا أن الإحصاءات الواردة بالتقرير تكشف عن صورة مذهلة. فعلى سبيل المثال:
• تقدّر منظمة الصحة العالمية أن قرابة 000 53 طفل بين سن الولادة والسابعة عشرة ماتوا في عام 2002 نتيجة للقتل؛
• وفقاً لآخر تقديرات مكتب العمل الدولي، بلغ عدد الأطفال المنخرطين في أعمال السخرة أو الأرقاء 5,7 مليون طفل، وعدد العاملين في البغاء وإنتاج المواد الإباحية 1,8 مليوناً، وعدد ضحايا الاتجار 1,2 مليون طفل في عام 2000؛
• في 16 من البلدان النامية التي تستعرضها دراسة عالمية للصحة في المدارس، تراوحت نسبة الأطفال في سن المدرسة الذين تعرضوا للمضايقات الشفوية أو البدنية في المدرسة خلال الأيام الـ 30 السابقة على المسح ما بين 20 في المائة في بعض البلدان وما تصل نسبته إلى 65 في المائة في بلدان أخرى؛
• وفقاً للدراسة، كثيراً ما يتعرض الأطفال رهن الاحتجاز للعنف من جانب الموظفين، بما في ذلك كشكل السيطرة أو العقاب، وكثيراً ما يحدث ذلك بسبب مخالفات بسيطة. والعقوبات البدنية وغيرها من ألوان العقوبات العنيفة مقبولة كتدابير تأديبية قانونية داخل المؤسسات التأديبية في 77 بلداً.
وبالرغم من أن النتائج قد تتفاوت حسب طبيعة العنف المرتكب وشدّته، فإن التداعيات بالنسبة للأطفال على الأمدين القصير والبعيد تكون جسيمة ومدمرة في الكثير من الأحيان. ويمكن للجراح البدنية والعاطفية والنفسية التي يخلِّفها العنف أن تترك انعكاسات قاسية على نماء الطفل وصحته وقدرته على التعلم. ويتبين من بعض الدراسات أن التعرّض للعنف في الطفولة يقترن اقتراناً شديداً بالسلوكيات المضرة بالصحة في المراحل اللاحقة من الحياة، كالتدخين وإدمان الكحول والمخدرات والخمول البدني والسمنة المفرطة. وتسهم هذه السلوكيات بدورها في بعض الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة، بما فيها الأورام السرطانية والاكتئاب والانتحار واضطرابات القلب والأوعية الدموية.
[b]أسباب وتأثيرات استغلال الأطفال في العمل :
لا بد من النظر بعين الاعتبار الى أن عمالة الأطفال ليست بسبب اقتصادي وانما لوجود قضايا ثانوية أخرى منها الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها الطفل ، وفي بعض المجتمعات النامية دائما يقولون ان الأطفال الفقراء لهم الحق ان يعملوا لأنهم فقراء علما انه لا يوجد أحد يعترف بحق هؤلاء الأطفال بالأجر المناسب للطاقة التي يبذلونها.
[b]واليكم الأسباب لعمالة الأطفال :[/b]
• المستوى الثقافي للأسرة : فائدة التعليم غير معروفة لهم.
• الفقر : الأطفال يرغبون بمساعدة أسرهم ، عجز الأهل من الإنفاق على أولادهم .
• قلة المدارس والتعليم الإلزامي .
• نقص بمعرفة قوانين عمالة الأطفال.
• العنصرية.
• الاستعمار والحروب والأزمات التي تخلق عبء اقتصادي .
• النظام التعليمي السائد الذي يسبب ترك المدرسة مثل سوء معاملة المعلمين أو الخوف منهم ، عدم الرغبة بالدراسة ، عدم المقدرة على النجاح في الدراسة ، قد يكون توقيت الدراسة غير متناسب مع أوقات عمل الأطفال ( كما في الزراعة مثلا) قد يكون موقع المدرسة بعيدا بالنسبة للأطفال ، الفتيات بشكل خاص، وقد يضاعف من هذه المشكلة فقدان تسهيلات نقل الأطفال في المناطق النائية .
• الاقتصاد العالمي بالنقص في برامج لتخفيف الفقر.
التأثيرات السلبية المدمرة لاستغلال الأطفال:
يوجد أربعة جوانب أساسية يتأثر بها الطفل الذي يستغل اقتصاديا بالعمل الذي يقوم به وهي :
1) التطور والنمو الجسدي : تتأثر صحة الطفل من ناحية التناسق العضوي والقوة ، والبصر والسمع وذلك نتيجة الجروح والكدمات الجسدية ، الوقوع من أماكن مرتفعة ، الخنق من الغازات السامة ، صعوبة التنفس ، نزف وما الى أخره من التأثيرات .
2) التطور المعرفي: يتأثر التطور المعرفي للطفل الذي يترك المدرسة ويتوجه للعمل ، فقدراته وتطوره العلمي يتأثر ويؤدي الى انخفاض بقدراته على القراءة ، الكتابة ، الحساب , إضافة الى أن إبداعه يقل.
3) التطور العاطفي : يتأثر التطور العاطفي عند الطفل العامل فيفقد احترامه لذاته وارتباطه الأسرى وتقبله للآخرين وذلك جراء بعده عن الاسرة ونومه في مكان العمل وتعرضه للعنف من قبل صاحب العمل أو من قبل زملائه .
4) التطور الاجتماعي والأخلاقي : يتأثر التطور الاجتماعي والأخلاقي للطفل الذي يعمل بما في ذلك الشعور بالانتماء للجماعة والقدرة على التعاون مع الآخرين ، القدرة على التمييز بين الصح والخطأ ، كتمان ما يحصل له وأن يصبح الطفل كالعبد لدى صاحب العمل.
الإستراتيجية والاقتراحات لتقليل عمالة الأطفال:
1- تعريف الأطفال الذين يعملون على مهارات للتعليم.
2- تعزيز التعليم المجاني و بطرق منهجية .
3- تطوير المهن والتدريب (مع دفع مقابل) من قبل المدارس المهنية.
4- العمل بشكل محلي ودولي لوضع قوانين يمنع فيها الأطفال تحت سن 18 سنة على العمل مع الحرص على تطبيقه ( العمل بشكل ضاغط).
5- تشكيل لجنة في كل منطقة تقوم بمتابعة ومراقبة عمالة الأطفال مع إعطاء صلاحيات لهذه اللجان
[b]الخاتمة:[/b]
لا شك أن قيام المجتمع الدولي بإقرار اتفاقية لمنع استغلال الأطفال من جانب أصحاب العمل وتشغيلهم في ظروف قاسية أمر يحمد لهذا المجتمع الدولي، ويعكس الجانب الإنساني في توجهات النظام العالمي الجديد الا ان التشريعات وحدها لاتضع حلا لهذه القضية فاستغلال الاطفال كأي ظاهرة اجتماعية، ترتبط بالظروف الاقتصادية والسياسية والثقافية السائدة في هذا المجتمع والمتراكمة عبر التاريخ، ولذلك فإن القضاء عليها لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال نظرة شمولية تعالج الظروف المولدة للمشكلة من جذورها
[center]