نظرة أخرى..
الزجاج المتكسر في عينيك .. آخر الباحثين عنّي..في طرقات الصباح ودروب المساء..
عاصمة الجمال أنتِ..وعيناك شارعان ينتظران القمر..فيهما تغرسين شيئاً من القدر..نصفه حلمٌ وربعه سفر..
وآخر الأرباع أنت والخطر...
عطرك الذي يهز أغصان السماء..يبعثر النجوم كالأصداف..يحملني إلى ألف مدينةٍ على أرضِ مملكتك...
أنت جاذبية ثانيةٌ...تحترق النار كلّما قبّلتْ شفتيكِ..ويغرق البحر حين يسبح في عينيكِ...
سمراء...يا واحة فيها تبوح بسرّها الصحراء...كيف وجدتني؟ !
نخلة شامخة تستعجل اللّقاء؟أم رمالاً تعبتْ تستنفـد البـــــــقــاءْ؟
لا يزالُ همسك يخترقُ جدران صمتي...لا يزال واقفا على عتبات الكبت في فمه مزمار وفي يده تعويذة الحب المؤجّل..رموشكِ جيوش تحتل نظراتي..وحين يشرق الكلام على فمك..أستعيد حريّتي..أستنشق الخوف الجميل في لمساتك..وأزرع انبهاري على امتداد جلدك الغجريّ..
غربان هواجسي بيضاء..وسكونُ جوانحي ضوضاءُ..
غيّرتِ قوانين النسيان في فلكي ...كيف أنسى كواكبك؟ !
حين تشرق الشمس وراءك ينقشع ضباب الذّاكرة..
وحين يصهل المرّيخ تغسلني ألحانك الطـــــاهرة..
وللقمرين قصيدة فأنا الغاوون وأنتِ الشاعــــــرة..
فلا تسجني نهر الدّموع .. ولا أحلام العاشقين بابتسامة ساحرة...