وسط شكوك في نجاحها مع استمرار الحرب الإعلامية والأزمة الدبلوماسية
وساطات رسمية لحل الأزمة "المصرو جزائرية"
فيما تعد أولى المبادرات "الرسمية" التي يعلن عنها لرأب الصدع بين الجانبين، أعلنت كل من السودان وجامعة الدول العربية مبادرات لحل الأزمة بين مصر والجزائر بسبب تداعيات المباراتين التي جمعت بين فريقي البلدين في القاهرة والخرطوم الأسبوع الماضي ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010.
يأتي هذا في الوقت الذي لا تزال فيه الحرب الإعلامية تستعر بين الجانبين وسط مطالب مصرية بتصعيد الأمر للمحكمة الجنائية الدولية، واتهامات جزائرية بمحاولة اغتصاب جزائريات بمصر، الأمر الذي يثير شكوكا حول مدى نجاح الوساطة في رأب الصدع بين الجانبين ولا سيما على المدى القريب.
رؤى عربية لحل الأزمة المصروجزائرية
مثقفون مصريون وجزائريون يدعون لتجاوز الأزمة
مصر والجزائر.. أصوات عاقلة خارج حلبة التجييش
مسئول جزائري يدعو مثقفي مصر والجزائر لبيان مشترك
خطباء الجمعة ضد أحداث مصر والجزائر
وكشفت الحكومة السودانية عن وساطة ستقودها بين مصر والجزائر لاحتواء الأزمة الراهنة بينهما بسبب تداعيات المباراة التي جمعت بين البلدين في الخرطوم نهاية الأسبوع الماضي. بحسب جريدة "الصحافة" السودانية اليوم الإثنين.
وكلف الرئيس عمر البشير، مستشاره للشئون الخارجية الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بإجراء اتصالات بين البلدين لإزالة حالة التوتر ودعوتهما لإغلاق الباب أمام وسائل الإعلام حتى لا تسهم في تأجيج القضية.
وقال إسماعيل عقب اجتماعه بالبشير إنه سيشرع بشكل فوري في اتصالاته بالجانبين لمعالجة الأمر وإيقاف ما وصفه بالانحدار الإعلامي حتى لا يأخذ مسارا سلبيا على صعيد العلاقات بين البلدين.
منع النخب
وفي السياق نفسه، بدأت الجامعة العربية سلسلة اتصالات متعددة الأطراف مع مصر والجزائر والسودان لبحث الخلافات والتطورات ورأب الصدع الذي أحدثته التداعيات المرتبطة بمقابلة الفريقين الجزائري والمصري.
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أن اتصالات عربية ـ عربية تجرى في هذه الفترة للإحاطة بالفتنة الناجمة عن مباراة مصر والجزائر. بحسب جريدة الخبر الجزائرية اليوم الإثنين.
وأوضح موسى أن "اتصالات كثيرة أجريت في اليومين الأخيرين مع مسئولين كبار في مصر والجزائر والسودان، وسوف تستمر الجامعة العربية في اتصالاتها للإحاطة بهذا الموضوع الخطير".
وكشفت تقارير إعلامية عن أن مقترحات الجامعة العربية لتطويق الأزمة الحاصلة بين الجزائر ومصر، تدور حول محورين: الأول يتعلق بوقف الحملة الإعلامية في وسائل إعلام البلدين، بينما يتعلق المقترح الآخر بمنع النخبة من حضور المباريات المقبلة.
وتعد أقرب منافسة مقبلة قد يلتقي فيها فريقا البلدين هي كأس إفريقيا بأنجولا شهر يناير القادم.
ووصلت العلاقات بين البلدين لمستوى خطير من التدهور بعد الأحداث التي صاحبت مباراتي الفريقين في القاهرة والخرطوم الأسبوع الماضي، والتي حسمت نتيجتها في الخرطوم الأربعاء 18-11-2009 بفوز الجزائر وتأهلها لمونديال كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010.
وفيما يعكس "التردي الذي وصل إليه الوضع العربي"، بحسب تعبير صحيفة الخبر الجزائرية وموقع بوابة التعليم المصري الإلكتروني، دخلت إسرائيل على خط الأزمة واقترحت وساطة " لوضع حد للخلاف بين مصر والجزائر"، بحسب ما نقلته الصحيفة الجزائرية.
وبحسب الموقع المصري، فإن أطرافا إسرائيلية بادرت بإرسال رسائل هاتفية قصيرة تدعو فيها إلى التهدئة والتوسط بين الجزائر ومصر، ولم يذكر الموقع أية تفاصيل عن شكل هذه الوساطة وكيف تم عرضها، ولم تؤكد أية مصادر رسمية إسرائيلية ما نشر بشأن هذه الوساطة.
وأد الفتنة
بدوره، دعا تنظيم الإخوان المسلمين في الأردن القوى والفعاليات العربية والإسلامية إلى التحرك لـ"وأد الفتنة" بين مصر والجزائر.
وقال محمد البزور مسئول الملف العربي والإسلامي بالتنظيم في بيان رسمي: "نهيب بالرسميين العرب والعاملين في وسائل الإعلام وكل المهتمين أن يبادروا إلى وأد الفتنة بين شعبين قدموا الكثير من التضحيات لأوطانهم وأمتهم".
وتابع: "من المؤلم أن يتم هذا التحشيد الإعلامي والتعبئة والتحريض، في الوقت الذي تحتاج الأمة إلى حشد الطاقات وتوجيه الأنظار إلى القضايا الرئيسية".
حرب إعلامية وبرلمانية
ولا تزال الحرب الإعلامية مشتعلة بين الجانبين، الأمر الذي يثير شكوكا حول مدى نجاح الوساطة في رأب الصدع بين الجانبين ولا سيما على المدى القريب.
ففي الوقت الذي واصلت فيه الفضائيات المصرية هجومها على الجزائر وكشف ما قالت إنه انتهاكات حدثت ضد مواطنيها بالخرطوم، ردت جريدة الشروق الجزائرية زاعمة أن مصريين حاولوا اغتصاب جزائريات بالقاهرة، مشيرة إلى الجزائريين "محاصرون بمصر".
وعلى الصعيد البرلماني، كشف تقرير أعده الوفد البرلمانى المصرى، الذى سافر إلى السودان لمؤازرة المنتخب القومى، عن أن ما حدث لم يكن عفوياً أو حوادث فردية، وإنما جريمة منظمة شاركت فيها جهات جزائرية بالتخطيط والتحريض، بحسب يومية "المصري اليوم" المستقلة الإثنين.
وطالب التقرير بالتحرك فى المحافل الدولية، والاحتكام إلى القضاء الدولي لإثبات الانتهاكات التي ارتكبت في حق المصريين واستعادة حقوقهم.
وأعلن محامون مصريون نيتهم مقاضاة الحكومة الجزائرية، وتدويل القضية من خلال جامعة الدول العربية، وتقديم ملف كامل بالتجاوزات أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وفي المقابل أكد عضو مجلس الأمة الجزائري السيناتور عمار حد مسعود، أن هناك تحضيرات لرفع مقترح إلى رئيس الجمهورية لتفعيل مطلب الكثير من الشعوب العربية -على حد زعمه- بنقل مقر جامعة الدول العربية من مصر، بحسب ما ذكرته صحيفة الخبر الجزائرية اليوم.
ورأى مراقبون أن أجواء التصعيد على جميع المستويات الدبلوماسية والإعلامية والبرلمانية والرياضية بين البلدين تصعب كثيرا من إمكانية نجاح جهود الوساطة بين الجانبين.
وبينوا أن حالة التجييش التي مارستها وسائل الإعلام في كلا الجانبين خلال الفترة الماضية ساهمت في خلق رأي عام رافض للمصالحة في كلا الطرفين، لكنهم لم يستبعدوا إمكانية تحقيق المصالحة إذا توقفت الحملات الإعلامية والقيام بحملات تهيئة مضادة، ولكنهم أشاروا إلى أن هذا يحتاج وقتا أطول.