السلام عليكم:
فتاة أمريكية كانت تدعى سارا جون قبل أن تعتنق الإسلام كانت دائما في حالة من القلق والحيرة، أسئلة كثيرة تدور في رأسها ولا تجد لها إجابة، سؤال كان يمنعها النوم ( ما هي حقيقة الإله؟).
وها هي تحكي قصتها لمجلة المستقبل:
بدأت قصتي مع الإسلام عندما قابلت فتاة مسلمة طلبت مني مساعدتها في اللغة الإنجليزية، لم أظهر لها أي اهتمام بدينها رغم حبي الشديد لعادات المسلمين، وأول ما لفت نظري هو (الترابط الأسري ) الذي حرمت منه!
ثم انقطعت عنها لمدة تزيد عن 5أشهر، ولكن طول فترة انقطاعي كنت أفكر تفكير عميق في(الحجاب) التي كانت ترتديه ويغطي كل جسمها حتى وجهها الجميل.
في أحد الأيام قلت سأذهب للكنيسة لعلي أجد الجواب لما يدور بداخلي من أسئلة لأنهي به حيرتي!! لعلي أجد الجواب لحقيقة الإله.. ولأني كنت أريد أن أبوح بأمري إلى الراهبة، التي كانت صديقتي، دخلت إلى غرفة فارغة علق فيها الصليب وقلت" أيها الرب أنا في محنة لا يعلمها إلا أنت .. أيها الرب ساعدني.. أيها الرب هل لديك أبن( تعالى الله عما قلت)، أنت ترى دموعي وتدرك حيرتي.. أي دين أتبع؟!
أحب أن أكون مسلمة وأن أرتدي جلبابا طويلا أسود وأمشي في الطرقات.. أن أتزوج رجل عربيا لأعيش كريمة حرة.
بكيت كثيرا، حتى أنت صديقتي الراهبة لتقول( أنت تبكين على يسوع وكيف صلبوه؟)، ازددت ألما في هذه اللحظة.. لم أتمالك نفسي وقد كنت متعبة جدا لدرجة الانهيار سقطت على الأرض أنتحب.. وصرخت وأنا أوجه يدي إلى الصليب. . تكلمي يا (Jane ) هل ما نعتقده في هذا الصليب صحيح؟! من هو الإله إذا كنت تعتقدين أن الله ثالث ثلاثة؟!لا أستطيع أن أتحمل المزيد من هذا الكذب. أخبرني الحقيقة أي دين يجب أن أتبع؟؟ ولماذا..؟
قاطعتني Jane وقد كانت مذهولة قائلة: ( نعم عزيزتي لك الحق أن تسألي مثل هذه الأسئلة.. أنا نفسي سألت نفسي آلاف المرات هذه الأسئلة!! )
وأمسكت بيدي وقالت: ولكن بعد كل هذا أمسك الإنجيل وأنسى كل هذه الأسئلة التي يلقيها الشيطان في أنفسنا.
نظرت إليها وقلت: ( كم أنت ماكرة!)
فجأة رأيت رجالاً يبدو علهم أنهم مسلمون من لباسهم أسرعت إليهم وقلت( أرجوكم أرجوكم) وأخذت أبكي بكاء عميق
" أين أستطيع أن ألتقي بصديقات مسلمات"
قالوا لي بصوت ملؤه الحنان والدفء: " تعالي معنا نحن سنذهب إلى هناك لنصلي"
ذهبت إلى هناك وكنت أرتدي تنورة قصيرة فوق الركبة، دخلت إلى المكان وشعرت أن الإسلام يسري في أعماقي
شعرت بالخجل من ملبسي بعد أن رأيت المسلمات متحجبات.. رأيت ملابس الصلة موضوعة جانباً وقلت في نفسي لما لا أضع أحدها على ساقي؟ وفعلت ذلك. وقد قالت لي إحدى المسلمات:" أهلا بك هل تردين أن تعري شيئا عن الإسلام؟"
فقلت: نعم .. أحب أ، تعرفيني بالإسلام من فضلك"!
قالت: يسرني ذلك ولكن هل قرأت شيئا عن الإسلام؟
أجبت بسرعة: نعم قرأت، وأنا معلمة منزلية لإحدى الفتيات المسلمات
قالت: حسنا يسرني أن تزوريني في منزلي لأعلمك شيئاً عن الإسلام.
استمر ذهابي لمنزل هذه المسلمة قرابة شهرين, كنت لا أستطيع أن أذهب إلى المركز الإسلامي دائما حتى لا ألفت نظر صديقاتي وأهلي..
رجعت إلى المنزل مرة وسجدت كما رأيت المسلمات وبكيت وقلت: ( إلهي ابعث لي من يساعدني.. إلهي إني أحببت وآمنت به فلا تحرمني فرصة أن أكون مسلمة ولو ليوم واحد قبل أن أموت)
وذات يوم رن هاتف المنزل وإذا به صديقي يقول: لدينا حفل شواء اليوم هل تأتين؟
فقلت: أتمنى ذلك ولكن لا أستطيع، ومنذ ذلك اليوم لم ألتقي به ولم أسمع صوته. وذلك لأني سمعت من صديقتي المسلمة أن الصديق محرم في الإسلام إذا لم يكن هناك عقد زواج.
أغلقت السماعة وذهبت إلى غرفتي وأخرجت حجاب، هدية من صديقتي المسلمة، وأرتد يته كما تفعل هي، نظرت إلى وجهي وقلت: كم أبدوا جميلة بهذا الحجاب، أرجعته إلى الصندوق ونمت نوما عميقاً.
بعد شهر تقريباً بكيت بعد قراءتي في بعض الكتب عن الدين الإسلامي ثم نمت واستيقظت على رن الهاتف كانت صديقتي المسلمة، بكيت فقالت لي: ماذا بك، قلت لها: أنا تعبت من الحيرة أشعر بشيء غريب في داخلي، هل من الممكن أن أتي إليك؟ ، قالت لي: بيتي بيتك تفضلي.
ركبت السيارة وكدت أرتطم بسيرات أخرى من شدة الأكتئاب وشرود الذهن.
دخلت بيت صديقتي وأخبرتها عما يدور بداخلي،.
قالت لي: هل أنت مستعدة أن تكوني مسلمة؟
قلت: نعم .. بل أريد ذلك الآن
قالت: تأني قبل أخاذ مثل هذا القرار الكبير
قلت: أنا أشعر أن هذا هو الدين الصحيح .. بل أنا متأكدة من ذلك.. أسرعي يا أختي وقولي لي كيف أصبح مسلمة.
قالت: الآن تستطيعي أن تكوني مسلمة.. فقط قولي ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله)
قلت: حسناً.. لقنيني إياها كلمة كلمة.
رددت عالياً وقلبي يزداد نبضه بسرعة عالية ودموعي تنهمر( أشهد أن لا إله إلا الله وِهد أن محمدا رسول الله)
نظرت بعدها إلى صديقتي وقلت بصوت عالي: أنا مسلمة أنا مسلمة جديدة..
شعرت أني ولدت من جديد.. اليوم أسمي(مسلمة) لن ينادوني سارا.. ودعا سارا القديمة.. ودعا للقلق.. لن أحتاج للتفكير في حل متهات التثليث.. أنا مسلمة
رجعت البيت ولم أستطع النوم من الفرح وضعت البوصلة لأعرف اتجاه القبلة.. صليت أول صلاة لي . صلاة العشاء وفي أخر سجدة سجدت لمدة 30 دقيقة وأنا أبكي فرحاً، ودعوت الله أن يساعدني ويثبتني على طريق الحق
بقيت هناك صعوبة إخبار أهلي، ولكني تمالكت نفسي وكان وقت أعياد الميلاد وارتديت الحجاب ودخلت على أمي وأبي وأخي الوحيد، صرخ أخي وقال: سارا ما هذا؟!
قلت له والدموع تملىء عيني هذا الحجابي وأنا مسلمة، أسمي الآن مسلمة وليست سارا.
دهشت أمي وشحب لون وجهها وقالت: عزيزتي ها جننت؟! كيف ترضين الإسلام دينا؟!
قلت لها: الإسلام ديني، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي، والله ربي، والقران كتابي، وخديجة وعائشة قدوتي، وأمريكا بلدي، وأنت مازلتي أمي ماري،وأنت أيضاً أبي جون، وأنت أخي الحبيب مارك، انتم عائلتي، لا شيء جديد إلا أني تغيرت وأصبحت(مسلمة). واحتضنت أمي وأبي بقوة. وقد ظهرت عليهما علامات التأثر.
قالت أمي: لا تقلقي حبيبتي، ولمكن ماذا عن هذا الذي ترتدينه، أهو الحجاب؟!!
قلت لها: أمي هذا هو لباسي، أنا أحبه ولا أستطيع خلعه.
قالت أمي: ولكن ماذا سيقول الناس، سيقولون لن نستطيع أن نرى شعر سارا الذهبي؟!
قلت لها: لا يهم يا أمي، أنا مسلمة
اجتزت الامتحانات، وأنا اليوم في القاهرة أزور الأزهر الشريف ومدينة البعوث الإسلامية كي أتعمق أكثر في دراسة الإسلام ومعرفة كل شيء عن ديني.
منقول من مجلة المستقبل
السلام