قالت له ... أنت كاذب .. أنت خائن .. قالتها و لم تعط أي اهتمام له ..قال و هو خجل من تصرفه الأحمق دعينا نتفاهم فقد .. قالت .. لا تكمل فقد صدقتك كثيرًا و كل يوم تأتي على هذا الحال .. أرجوك لا ترحلي .. أدارت بوجهها لتدخل إلى غرفة نوم كادت أن تكون الجنة التي تحتضن عصفورين و لكنها أصبحت كالجحيم الذي لا يسع شخصين .. أسرع للحاق بها و لكنها أغلقت الباب في وجهه فصُدم به .. الصدمة ليست بالألم الجسدي الذي أصابه و لكن كانت بالألم النفسي الذي لاقاه .
أما هي فقد اختبأت في غرفتها لتفرغ دموعًا احتبستها بقلبها لكي لا يتهشم ذلك الكبرياء الذي حاول زوجها تهشيمه .. جمعت ملابسها و كل ما يتعلق بها في حقيبة سفر كبيرة ثقيلة الوزن تحمل معها جرحًا يزيد عن وزنها .. لم تسمح تلك الكرامة التي لديها أن تغفر له مرة أخرى .
أما هو فقد كان جالسًا يضع رأسه في راحة يديه كأنه قد ندم من خطأه الذي لا يمكنه أن يصلحه.. سمع قفل باب الغرفة ينفتح بهدوء لتخرج من ذلك الباب فتاة جميلة حطم الهم قلبها لترتسم هالات السواد تحت عينيها و لتأخذ الدموع استرخائها على وجنتيها الجميلتان.. شفاه أشعلها لهيب الحزن لتتحول إلى جمرة لا يمكن إخمادها . فتاة صغيرة تحمل في أحشائها طفل لم يولد بعد حتى يسمع تأوهات أمه الحسناء .
ناظرها و الندم قد أرسل إشارات إلى وجهه .. قال بصوت به حشرجة بكاء: هل أنت ذاهبة لتتركيني وحيد ؟.. لتتركني و الحزن قد أثقل كاهلي..حبيبتي ..قاطعته للمرة الثانية :أنا لست بحبيبتك .. لا تقل تلك الكلمة الطاهرة على شفاهك النجسة .. لا تقل حبيبتي و أنت لا تعنيها .. لا تقلها أبدًا .
لم تكترث أبدًا للذي أصابه حملت حقيبتها و الحزن قد أرهقها و الم قد اعتصف ظهرها لبرهة من الزمن لتصرخ بآه قد قطعت كل ودج من أوداجها .. صرخت بآه جعلته يأتي لها بسرعة و لكنها مع كل آه تعرض بجسمها عنه كانت آه الخيانة تقصف مدينة أحلامها لتذكرها بأن من يقف بجانبها ما هو إلا سيد للخيانة و عبدٌ لشيطان قد أدخل الخيانة برأسه ليخون قلب طاهر صغير .
حبيبتي ما الذي أصابك .. في قمة الألم صرخت بقوة ابتعد عني .. ليس لك بقلبي مكان و لا بحاضري لك مستقبل ..أنت الماضي الذي لم أعد أراه.. ابتعد لترجع لألم المخاض من جديد حتى وصلت سيارة الإسعاف.. ما هي إلا ساعات من الزمن حتى أشرق على هذه الدنيا طفل ... قد كان رابط مشترك بين خائن و مغفلة .. ترى هل سيعيش مع والده و والدته أم سينفصل الاثنان ليقع ذلك الطفل بين نار أمه و خيانة أبيه .
16/11/2009
بقلم
محمد العصفور