دموع يتيم بالحرم المدرسي.
يجلس على قبر والده العزيز .. والحزن قد غطى ملامح وجهه الطفولية .. يترجى والده الذي أخذه التراب منه .. يتمنى الامساك بيده ليكون معه في ذلك اليوم يوم اجتماع الآباء .. وهو حزين بلا يد أب يمسك يده .. ليذهب به إلى المدرسة في يومهم المفتوح .. يعاتب و دموعه تقف وقفة حداد على موت والده... فلسان حاله يرثي ويقول أبي كم تمنيتك معي ... لنذهب إلى المدرسة .. لأصبح كباقي الأطفال كل ولد يمسك بيد والده... وأنا يا أبا وحيد لا أحد يراني... أجلس على تلك الطاولة النائية واتكأ على كتبي جاعلًا رأسي بين الدفتر و الكتاب ... حتى لا يرى أحد دموعي المكسورة ..دموع حزني لفقدك .. كنت انظر فرحة الآباء من فرحة أبنائهم ..كم تمنيتك يا والدي الغالي أن تكون بجانبي فتستلم تقريري لتقرأه ... حتى ولو كنت غير مكافح في الدراسة ولكنني كم تمنيت أن أرى تعابير وجهك التي لم أعيها لأنني طفل صغير .. كم تمنيتك أن تكون بجانبي تمسك يدي بحدة كي لا أضيع من يدك و أنا أسير فأفتخر بك بين أصدقائي لأصرخ للعالم كله هذا والدي العزيز والدي الطيب والدي الحنون ..هذا والدي قبلة الصباح و المساء.. أرثي يا أبي لحالي علني أخفف عن أحزاني .. قم يا أبتي لكي تكون خيمة تظلل على حياتنا ..فقد أصبحنا وحيدين بلا والي و لا معين و بقينا كالطيور المكسورة الجناح .. قم يا أبي .. قم و ارجع البسمة إلى شفاهي .
15_11_2009
بقلم
محمد العصفور