أسرار الأربعين ربيعاً من العمر
* أ. د. أميمة بنت محمّد نور الجوهري
إنّ سنّ الرشد الحقيقي – سن الأربعين – هذا العمر الذي قال الله تعالى عنه في كتابه العزيز: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الأحقاف/ 15).
يستحق هذا العمر وقفة تأمُّل، فهو يمثِّل للمرء مرحلة مهمة من حياته خاصة المرأة.
- استبانة أسرار الأربعين ربيعاً من العمر:
عزيزتي الأُم إذا كنتِ على مشارف الأربعين فما عليكِ سوى الإجابة بدقة عن هذه الاستبانة:
هل:
1- يبلغ عمرك الآن:
41-45
46-50
51-55
56-60
2- يكون شعورك عندما تعودين بذاكرتك لسن ما قبل الأربعين:
جميلاً
قلقاً
عادياً
متشائماً
3- تعتقدين أنّ سنّ الأربعين يمثل منعطفاً في حياتك؟
نعم
لا
لا أدري
4- ينتابك شعور بأنك لازلت تحتفظين بالحيوية والنشاط؟
نعم
لا
أحياناً
5- تعتزمين تغيير نمط حياتك عند بلوغ سنّ الأربعين؟
نعم
لا
قليلاً
بشدة
6- يمثل سنّ الأربعين بالنسبة لشخصيتك:
إنجازاً
نضوجاً
عبوراً
نهاية
بداية
7- يتملكك شعور ما تجاه سنّ الأربعين؟
عدواني
استقرار
تفاؤل
غموض
نجاح
قلق
8- يزداد اهتمامك بالمظهر بعد بلوغك الأربعين؟
نعم
لا
أحياناً
لا أدري
لى حد ما
9- ستقومين بتغيير السلوك الغذائي عند وصولك سنّ الأربعين؟
نعم
لا
قليلاً
بشدة
10- تهتمين بالتثقيف الصحي والغذائي أكثر عما قبل الأربعين؟
نعم
لا
قليلاً
بشدة
11- إذا كنتِ من هواة التدخين سوف يتغيّر سلوكك عند بلوغك الأربعين؟
نعم
لا
أستمر بتعقل
لا أدري
12- في نظرك أنّ رياضة المشي مهمة عند بلوغ سنّ الأربعين؟
نعم
لا
قليلاً
لا أدري
13- ما زالت ممارستك لأنواع الرياضة المختلفة كما هي بعد الأربعين؟
نعم
لا
أقل
14- يداهمك شبح يسمى ما بعد الأربعين؟
نعم
لا
أحياناً
قليلاً
15- الخوف عند وصول سن الأربعين من:
اليأس
الشيخوخة
العجز
قلة الإنتاج
16- تزداد أحلامك الوردية بعد سنّ الأربعين؟
نعم
لا
لا أدري
17- إذا تزوجت الابنة والابن ينتابك شعور:
بالمسؤولية
بالرضا
نهاية المطاف
بالأمان
بالقلق
18- تشعرين بالغيرة من ابنتك بعد بلوغك سنّ الأربعين؟
نعم
لا
أحياناً
19- تفكرين بتغيير نمط حياتك اليومي بعد زواج البنات والأبناء؟
نعم
لا
إلى حد ما
لا أدري
20- تقومين بمراقبة حركات وسكنات زوجك بعد بلوغك سنّ الأربعين؟
نعم
لا
أحياناً
لا أدري
21- تخافين أن يرتبط زوجك بأخرى بعد بلوغك سنّ الأربعين؟
نعم
لا
أحياناً
لا أدري
22- تبدئين مع زوجك رحلة عمر جديدة بعد تزويج الأبناء والبنات؟
نعم
لا
أحياناً
حسب الظروف
لا أدري
- تحليل استبانة أسرار الأربعين ربيعاً من العمر:
مما لاشكّ فيه أنّ عمر الرشد هو اكتمال الرجولة للرجل، والنضج للمرأة، والاستقرار والنجاح والتميّز للجميع، ولكن المرأة التي تبلغ الأربعين من حقها المقارنة بين جميع مراحل حياتها العمرية حتى يمكنها ذلك من التمتع بجمال كل مدة مرّت عليها خلال حياتها. إن لكل مرحلة عمرية مميزاتها وخصوصيتها فلم القلق!! إذا كنتِ تعتبرين بلوغك الأربعين عاماً من العمر منعطفاً خطيراً في حياتك فإنّ العلم قد تقدم كثيراً لدرجة أنّ العلماء قد ركّزوا اهتمامهم على المجالات التي توفر للمرأة نضارتها والتمتع بكامل نشاطها وحيويتها وثقتها بنفسها حتى سن ما بعد الستين. إنّ الأمر الأهم هو الدافع النفسي الداخلي الذي ينبع من الأعماق بأن نمط حياة الفرد لابدّ وأن يطرأ عليها بعض التغيير من حين لآخر بغض النظر عن الارتباط بفكرة حساب العمر.
إنّ المرأة مخلوق رقيق، فهي تسعى دائماً لإحداث تغيّرات على إطلالتها حتى تفوز بإعجاب زوجها ومن يعز عليها. إنّ مثل هذا التغيير النابع من داخلها دون أي ضغوط خارجية يوحي بالتفاؤل والنظرة المضيئة للحياة بما فيها من نعم. وهناك الكثير من الحالات التي يزداد فيها اهتمام المرء بمظهره بشكل ملحوظ سواء أكان رجلاً أو امرأة؛ وذلك بسبب وصوله لسن متميّزة تتبلور فيها الإنجازات ويتضح فيها الطموح، ويصل عندها الكثير من الأفراد للقمة، مما يتطلّب الاهتمام بالمظهر. كما أن اهتمامك كإمرأة بسلوكك الغذائي وثقافتك الصحية أمر ضروري. ولا تنسي الابتعاد عن تناول كميات زائدة من الطعام، بل ويفضل لهؤلاء الاهتمام بالاستزادة من التثقيف الصحي ومحاولة تغيير السلوك الغذائي إلى ما هو أنسب للصحة لتفادي حدوث السمنة؛ خاصة أنّ المرأة لديها كمية من الشحوم المخزونة تزداد بإزدياد العمر.
إنّ هذه السمنة تحتاج إلى عناية خاصة وقوة احتمال، فإنّ الجسم يبدأ في العد التنازلي أي الانحدار في تأدية وظائفه الفسيولوجية، فعلى النساء إذا بلغن سنّ الأربعين خاصة توخي الحذر والحيطة من النمط الغذائي الذي يتبعنه وأن يحرصن على تناول الغذاء المتوازن مع القيام بين مدة أخرى بزيارة طبيبة العائلة. كما لا يمكن إهمال شرب الماء يومياً، فلابدّ من شرب (6-8) أكواب من الماء يومياً – ويدخل الشاي والقهوة والعصير والمشروبات الغازية ضمن هذا العدد من الأكواب –؛ لأنّه يحافظ على جميع وظائف الجسم، ويعتبر المذيب الأساسي لجميع المواد التي يهضمها الجسم. وعموماً فإنّ على الأفراد في سنّ الأربعين وما فوق الحرص على التقليل من تناول ملح الطعام والبهارات الحريفة والمأكولات كثيرة الدسم بما فيها الألبان ومنتجاتها والاستعاضة عن السمن والزبدة بزيت الزيتون وزيت دوار الشمس وزيت الكانولا أو زيت الذرة. كما ينصح هؤلاء بالإقلال من أكل المعجنات والحلويات والشوكولاتة وعدم الإكثار من شرب المنبهات كالشاي والقهوة والكاكاو وبعض المشروبات الغازية، والاستمتاع بأخذ أقساط كبيرة من الراحة والنوم العميق. كما أن ترك بعض الممارسات أو السلوكيات التي هي غير سوية مثل التدخين أمر ضروري ومحمود؛ لأنّه يعجل بظهور ملامح تدل على الاقتراب من سنّ الشيخوخة. ومن الشائع أنّ هناك ما يسمى بمضادات الأكسدة التي يحتاجها الناس جميعاً وخاصة من هم في الأربعينيات وما فوق – مثل معدن السلينيوم الذي يتوافق مع فيتامين هـ (E)، ويتم توفرهما في نخالة القمح وسمك التونا والبصل والطماطم. وتحد هذه المواد من عملية الشيخوخة وصلابة الأنسجة نتيجة الأكسدة، ويساعد السلينيوم في المحافظة على شباب الأنسجة، أما نقصه فينتج عنه الفقدان المبكر للقدرة على التحمل. وكذلك فإن نقص فيتامين هـ - المسمى فيتامين الجمال – يؤدِّي إلى شيخوخة البشرة السريعة وجفافها وغير ذلك من المضاعفات. كما ننصح هذه الفئة بعدم الاستسلام للكسل وقلة الإنتاج، ولكن ينبغي البحث عن المصادر التي تبعث الحيوية بالجسم مثل: ضبط تركيز بقية المعادن اللازمة للحيوية كالبوتاسيم ومن مصادره الموز والخوخ، وكذلك الزنك الذي ينظِّم جميع عمليات الجسم ويحافظ على جهاز الإنزيمات ومن مصادره اللحم الأحمر وقشور القمح والحبوب والعسل واللبن خميرة البيرة والبيض؛ لذا يجب اختيار النظام الغذائي المناسب المتوازن والمتوافق مع حالتكم الصحية تحت إشراف طبي متخصص حتى يتم التأكّد بأنّه يفي بحاجة الجسم من العناصر الغذائية، ويحفظ لكم صحتكم ونشاطكم.
كما أنك مطالبة – يا أختاه – قبل وبعد الأربعين بالمثابرة على ممارسة رياضة المشي وبعض الأنواع الأخرى من الرياضة التي تناسب ميولك، وأنتِ ملزمة بأنّ تستمري على رياضة السباحة إن كنتِ من هواة تلك الرياضة في صغرك. ولا تقولي أمام نفسك أنّك قد فقدت اللياقة البدنية أو أن شبح السن يداهمك أو أنّ اليأس والخوف من الممكن أن يسيطران على شعورك. وهناك فئة من الأفراد تزداد لديهم الأحلام الوردية في هذا العمر، ويمثل ذلك بداية لآفاق عملية جديدة. أمّا إذا كانت لديك ابنة عروس في سنّ الزواج فهذا لا يعني أن وجودها يزعجك – لا سمح الله – أو يسبب لك الحرج أو يدعوك إلى الشعور بالغيرة منها، فتلك تصرُّفات غير مسؤولة. وهناك فئة من الأفراد تزداد لديهم الأحلام الوردية في هذا العمر، ويمثل ذلك بداية لآفاق عملية جديدة. وليس بشرط إذا قام الآباء والأُمّهات بتزويج الأبناء والبنات أن يكلفوا أنفسهم المزيد من القلق والشعور بالمسؤولية والتساؤل الدائم عن مصير تلك الابنة أو الابن، بل لابدّ من الشعور بالأمان الممتزج بالرضا والأخذ بعين الاعتبار أنّ ذلك ليس نهاية المطاف، وباستطاعة الوالدين بداية حياة جديدة يتمتعون فيها بأوقات جميلة يستعيدون فيها ذكرياتهم الجميلة في بداية حياتهم الزوجية، وتدور عجلة الحياة وهكذا دواليك.
إنّ عليك بالاهتمام بنفسك وزوجك وليس العكس، فهناك بعض النسوة في هذه المرحلة العمرية يقمن بعد أنفاس الزوج ومضايقته وحساب كل صغيرة وكبيرة عليه بحجة أنّه قد بدأ مرحلة مراهقة جديدة بعد بلوغه أيضاً سنّ الأربعين من عمره، على سبيل أنّه قد جرت العادة بأن يكون الزوج أكبر سناً من الزوجة. لم تخافين من خروج الزوج في أبهى حلة يومياً!! ولماذا هذا الشك والغيرة وقيامك بتفتيش جيوبه والتصنت على مكالماته أو حتى اتهامه بإتيان كذا وكذا، هل لأن البيت قد أصبح بلا ضجيج بعد ترك البنات والشباب له وذهاب الكل لعش الزوجية بعيداً عنك؟
قومي باحتواء هذا الزوج الذي ضحى من أجل بناء هذا الكيان وامنحيه الدفء؛ لأنّ الرجل عندما يكبر يحتاج لمعاملة تشعره بأنّه مازال يصلح للعب دور فارس الأحلام، ابدئي معه قصة جديدة مثيرة، وتذكري دائماً الجانب المشرق من حياتك معه ولا تحاولي أبداً تذكيره بأي أحداث مزعجة قد طمستها السنين، بل حاولي دائماً أن تبدئي مع زوجك رحلة جديدة وتجعلي من حياتك معه قصة حب وأمل. ولكن تمثل هذه السن عند بعضهم من الأفراد سن الحسّاسية والخوف من الاقتراب مما يخبئه الزمن لما بعد الأربعين!!. قد يمثل هذا العمر بداية جديدة لبعض السيدات ونهاية للأخريات. ولكن على المرأة العاقلة عدم الانزعاج لوصولها لهذا العمر، بل ععليها إبعاد اليأس من طريقها. وليكن بداية جديدة للمرأة الناضجة لتكمل مشوارها بيقين صادق مع زوجها العزيز ومحاولة إبعاد كلُّ ما يسيء إلى الصحة أو يدعو إلى القلق.
المصدر: كتاب أنتِ.. وابنتك العروس