السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومضة : اللهم صلي على حبيبنا محمد كما يحب أن نصلي ونسلم عليه .
اسمه صلى الله عليه وسلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، وهاشم
من قبيلة قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية
إسماعيل عليه السلام، ابن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا
أفضل الصلاة والسلام فهو خير أهل الأرض نسباً على الإطلاق .
كنيته صلى الله عليه وسلم أبا القاسم .
ذكره صلى الله عليه وسلم في القرآن
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن باسمه "محمد" في أربعة
مواضع: في سورة آل عمران الآية (144)، وسورة الأحزاب
الآية (40)، وسورة محمد الآية (2)، وسورة الفتح الآية (29)،
وأما "أحمد" فجاءت حكاية عن عيسى عليه السلام في سورة
الصف الآية (6).
صورة لمسجده صلى الله عليه وسلم
صفاته صلى الله عليه وسلم الخَلْقية
أما الصفة الخلقية فإن نبينا صلى الله عليه وسلم لم تكتحل أعيننا
وأعينكم برؤيته، ولكنه عليه الصلاة والسلام كما قالت الربيع بنت
معوذ رضي الله عنها لما سألها محمد بن عمار بن ياسر فقال: يا
أمه! صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: يا بني! لو
رأيته لرأيت الشمس طالعة. وقيل للبراء بن عازب رضي الله
عنه وأرضاه: أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل
السيف؟ فقال: لا، بل مثل القمر. وقال جابر بن سمرة رضي الله
عنه -كما عند مسلم في الصحيح- قال: (خرجت في ليلة أضحيان
-أي: القمر فيها مكتمل- فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم عليه حلة
حمراء، فجعلت أنظر إلى القمر وأنظر إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فلهو عندي أجمل من القمر). فنبينا عليه الصلاة
والسلام كان سبط الشعر، أي: أن شعره ليس مسترسلاً ناعماً ولا
ملتوياً، وفي جبهته عليه الصلاة والسلام عرق يدره الغضب، إذا
غضب في ذات الله يمتلئ هذا العرق دماً، وكان صلى الله عليه
وسلم أزج في غير قرن، ومعنى (أزج): دقيق شعر الحواجب،
(في غير قرن) أي: لم يكن حاجباه، ملتصقين أشكل العينين، أشم
الأنف، ضليع الفم، مهذب الأسنان، كث اللحية، الشيب في شعره
ندرة، أي أنه متفرق، ففي رأسه منه قليل، وفي صدغه الأيمن
والأيسر، وأكثر شيبه في عنفقته أسفل شفته السفلى، وجميع شيبه
لا يكاد يتجاوز عشرين شعرة، وكان أبيض مشرباً بحمرة،
وبياض اليدين وأسفل الساقين كأنه يميل إلى السمرة؛ لتعرضه
للهواء، وداخل الإزار أبيض ناصع البياض، قال أنس : (كأني
أرى بياض فخذي النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر) كأن عنقه
إبريق فضة، بعيد ما بين المنكبين، ما بين كتفيه من الخلف إلى
جهة الشمال شعيرات سود اجتمعن بعضهن إلى بعض ناتئات عن
الجسد قليلاً، كأنهن بيضة حمامة عرفت بخاتم النبوة، ومن الوهدة
-وهي الثغرة التي في النحر- إلى أسفل سرته خيط ممتد، أي: شعر
على هيئة خيط ممتد، يعبر عنه عند الرواة بأنه دقيق المسربة،
ليس في صدره ولا بطنه شعر غيره، سواء البطن والصدر،
ضخم الكراديس، أي: عظام المفاصل، إذا مشى يتكفأ تكفؤاً، كأنما
ينحدر من مكان عال، بمعنى أنه يتكئ على أمشاط قدميه أكثر
مما يتكئ على كعبيه، وإذا أشار أشار بيده كلها، وإذا ناداه أحد
التفت ببدنه الشريف كله، ولا يلتفت برقبته فقط، وإذا تعجب من
شيء قلب كفيه، وقال: سبحان الله! وعند البخاري في الأدب
المفرد بسند صحيح أنه (كان إذا تعجب من شيء عض على
شفتيه) صلوات الله وسلامه عليه، من رآه من بعيد هابه،
ومن رآه من قريب أحبه .
أسماء زوجاتة وأولاده صلى الله عليه وسلم
قال ابن القيم: "ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم توفي عن
تسع".هن : عائشة بنت أبي بكر الصديق ، حفصة بنت عمر بن
الخطاب، وسودة بنت زمعة، وزينب بنت جحش، وأم سلمة ،
وأم حبيبة، وميمونة بنت الحارث، وجويرية بنت الحارث،
وصفية بنت حيي بن أخطب. رضي الله عنهن جميعاً
بناته زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة رضي الله عنهم.
أولاده القاسم، وعبد الله، وإبراهيم .
خصائصه صلى الله عليه وسلم وفضائله
خصّ الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم من بين سائر الأنبياء
والمرسلين بخصائص منها أنه خاتم النبيين، وصاحب المقام
المحمود يوم القيامة، وكون رسالته إلى الثقلين الجن والإنس،
ونزول القرآن الكريم الذي أذعن لإعجازه الإنس والجن،
والإسراء به إلى بيت المقدس والمعراج إلى السموات العلى إلى
سدرة المنتهى إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام.
ومن الخصائص التي خصّ الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم أن
أمته خير أمة . ومن فضائله: عن وائلة بن الأسقع –رضي الله
عنه- قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن
الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه السلام,
واصطفى قريشاً من كنانة, واصطفى من قريش بني هاشم
واصطفاني من بني هاشم" رواه مسلم.
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: "فضلت على الأنبياء
بست: أعطيت جوامع الكلم, ونصرت بالرعب, وأحلت لي الغنائم,
وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا, وأرسلت إلى الخلق كافة,
وختم بي النبيون". متفق عليه.
رحمته صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة –رضي الله عنه- : أن الأقرع بن حابس أبصر
النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن بن علي فقال: إن لي
عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم ! فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "من لا يَرحم لا يُرحم". رواه مسلم.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ما رأيت أحداً أرحم
بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم" رواه مسلم .
وعن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم-: "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل". رواه مسلم.
جوده صلى الله عليه وسلم
عن أنس رضي الله عنه قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم على الإسلام شيئاً إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل, فأعطاه غنماً
بين جبلين, فرجع إلى قومه فقال: يا قوم! أسلموا فإن محمداً
يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، قال أنس رضي الله عنه-: إن
كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا, فما يسلم حتى يكون الإسلام
أحب إليه من الدنيا وما عليها. رواه مسلم.
دعاؤه صلى الله عليه وسلم وذكره لربه
قد كان صلى الله عليه وسلم يتخير من الدعاء أجمعه كما جاء عن
عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك "رواه أبو
داود وصححه الألباني، وعن أنس رضي الله عنه- قال: "كان أكثر
دعوة يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم-: "ربنا آتنا في الدنيا
حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". متفق عليه.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه
وسلم يذكر الله على كل أحيانه" رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه - قال " سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم
أكثر من سبعين مرة" رواه البخاري .
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم-: "لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله،
والله أكبر؛ أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس" رواه مسلم.
مزاحه صلى الله عليه وسلم
وعن الحسن رضي الله عنه قال: أتت عجوز على النبي صلى الله
عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال:
(يا أم فلان! إن الجنة لا تدخلها عجوز) قال: فولت تبكي فقال:
أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز, إن الله تعالى يقول: { إنا
أنشأناهن إنشاءً. فجعلناهن أبكاراً. عرباً أتراباً } أخرجه الطبراني
والبيهقي وحسنه الألباني.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان
اسمه زاهر وكان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية من
البادية, فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن زاهراً باديتنا, ونحن
حاضروه, وكان صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلاً دميما
فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه, فاحتضنه
من خلفه وهو لا يبصره, فقال: من هذا؟ أرسلني. فالتفت, فعرف
النبي صلى الله عليه وسلم, فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر
النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه, فجعل النبي صلى الله عليه
وسلم- يقول: (من يشتري هذا العبد؟). فقال: يا رسول الله! إذاً
والله تجدني كاسداً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لكن عند
الله لست بكاسد) أو قال (أنت عند الله غالٍ) رواه أحمد وصححه
الألباني .
حبه صلى الله عليه وسلم
يحب ربه صلى الله عليه وسلم وقد جاد بنفسه في تبليغ دينه ،
كان يحب أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها ويحب أبيها
رضي الله عنه وأرضاه ،كان يحب المهاجرين والأنصار رضي
الله عنهم ، كان يحب المدينه ومكه ، كان يحب الصلاة صلى الله
عليه وسلم وكانت قرة عينه فيها ،كان يحب الطيب صلى الله عليه
وسلم وكان يحب المسك ، وكان يحب السواك ،،.
من علامات محبتك له صلى الله عليه وسلم
أن يكون قدوتك في هذه الحياة .
- تطبيقك لسنته صلى الله عليه وسلم في شأنك كله .
- كثرة الصلاة والسلام عليه .
- كثرة قراءة سيرته صلى الله عليه وسلم والتفقة في الحديث .
- تربية الأبناء على حبه صلى الله عليه وسلم .
خـتـامـا
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وبارك اللهم
على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
اللهم إنك حرمتنا صحبته صلى الله عليه وسلم في الدنيا اللهم
لاتحرمنا رؤيته في الدنيا في المنام ومجاورته في الآخرة في
أعلى الجنان يا أكرم الأكرمين .