التعريف
الاكتئاب هو شعور الإنسان بالحزن والكدر واليأس وفقدان الاهتمام وعدم القدرة على الاستمتاع بأي شيء سار أو ممتع، فمريض الاكتئاب يفقد الرغبة فى الشهية والإحساس لكل ما كان يشتهيه من قبل بل لا يجد طعم أو لذة لأي شيء فى الدنيا
كما يوجد عدة أنواع من الاكتئاب تنتج عن اضطرابات الهرمونات مثل اكتئاب سن اليأس، أو نتيجة بعض الإمراض العضوية أو نتيجة تناول أدوية معينة مثل دواء الريزربين ومشتقاته.. أو فى حالات الإصابة بمرض عصبي مثل الشلل الرعاش , أو تصلب شرايين الدماغ
ونسبة مرض الاكتئاب هي 5% من تعداد السكان أو تزيد عن ذلك قليلاً
التشخيص
أعراض الاكتئاب وعلاماته عديدة منها
الشعور بالحزن الاكتئاب والضيق واليأس وهو ما يطلق عليه المزاج الاكتئابي.
فقدان الاهتمام والقدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة
اضطراب الشهية وفقد الإحساس بطعم ونكهة الطعام فهو يأكل فقط لأنه اعتاد على ذلك
ويصاحب فقدان الشهية فقدان الوزن.. مع ملاحظة أن بعض مرضى الاكتئاب يزداد إقبالهم على تناول الطعام ويزداد وزنهم بالتالي ولكن أيضا دون الشعور بلذة الطعام كما كانوا من قبل
اضطراب النوم بالزيادة أو النقصان ولكن الأغلب خاصة فى كبار السن هو الأرق ونقص نوعى وكمي لعدد ساعات النوم مع المعاناة من الأحلام المزعجة والنوم القلق .
تناقص النشاط الحركي والطاقة وشعور المريض بالكسل وسرعة التعب ولكن أحياناً أيضاً يحدث العكس ولكن لا يكون فى صورة نشاط منظم مفيد وإنما فى صورة إفراط حركي وهياج بلا هدف
صعوبة التركيز ونقص القدرة على التفكير المنظم مما يتسبب فى كثرة السرحان ورسوب بعض الطلاب أو فشل بعض الموظفين فى أداء أعمالهم
الشعور بالذنب والإثم وعدم قيمة الذات , رغم عدم اقتراف المريض لأي أعمال تدعو لمشاعر الذنب هذه.. ولكنه يرى أنه المسئول عن كل ما يحدث حوله من مصائب وآثام .
كثرة الأفكار عن الموت، وعدم قيمة الحياة، وعبثية الوجود، وتمنى الموت.. بل أحياناً الإقدام على الانتحار فى حالات الاكتئاب الشديدة .
وموضوع الانتحار يجب أن يؤخذ مأخذ الجد عند وجود أى دلالات أو أعراض اكتئاب لأن الثابت أن 15% من مرضى الاكتئاب ينتحرون، وان مريض الاكتئاب إذا صرح أو ألمح بالرغبة فى الموت فانه ينفذها وينتحر بالفعل .
وهناك بعض الحقائق عن مرض الاكتئاب
إن الاكتشاف المبكر لمرض الاكتئاب شيء هام لأنه يسهل مهمة علاجه ويزيد كثيراً من فرص الشفاء.
إن الأعراض المبكرة للمرض تبدأ غالبا بفقدان الحماس والاهتمام بالعمل وبالعلاقات الاجتماعية المختلفة.. ويبدو المريض مهموماً أغلب الوقت شارد الذهن ويفقد نشاطه ومرحه ويبدو كما لو كان قد شاخ وأصابه العجز قبل الأوان
إذا كانت أعراض الاكتئاب فى الحالة الوجدانية والمزاجية غير واضحة نجد الاكتئاب وقد أعلن عن نفسه فى صورة أعراض جسمانية عضوية مثل آلام متعددة ومتنوعة فى أجزاء مختلفة من الجسم, أو فقد القدرة الجنسية , أو وجود أعراض و أمراض عضوية رغم أن الفحوصات تثبت عدم وجودها
تظهر فى بعض الحالات الشديدة من الاكتئاب أعراض ذهنية مثل الهلاوس (مثل سماع أصوات تشبه أو تحقر من شأنه أو تحثه على التخلص من حياته) أو ضلالات (أفكار ثابتة خاطئة لا يمكن تصحيحها بالمناقشة أو الحجة) مثل ضلالات الإحساس بالذنب (بدون اقتراف شيء يستحق هذا الإحساس المؤلم) أو ضلالات العدمية أو اعتلال الصحة .
وتؤكد أغلب المدارس الحديثة فى العلاج النفسي وعلى رأسها العلاج المعرفي والمعرفي السلوكى والعلاج العقلاني على أن الاكتئاب ينشأ نتيجة الأفكار الخاطئة المشوهة التى يتبناها المريض عن نفسه وعن الواقع المحيط به وأيضاً التوقعات والتصورات المحبطة اليائسة عن المستقبل. ولذلك يلجأ المعالجين النفسيين الذين يتبعون أساليب هذه المدارس إلى اكتشاف هذه الأفكار السلبية النشطة فى ذهن المريض والتصورات والتوقعات التشاؤمية التى تنشط طوال الوقت فى تفكيره وخياله بحيث تدفعه باستمرار إلى اليأس والحزن والتشاؤم .
ولقد عالجت العديد من الحالات بالاستعانة بأساليب العلاج الذاتي بالقرآن التى ساعدت العديد منهم فى السيطرة على الأفكار السلبية الانهزامية والتخلص منها ونبذ الشعور باليأس .
ومن تلك الحالات أذكر حالة السيدة التى كانت تعتقد أنها منبوذة وغير مقبولة من زوجها وصديقاتها.. وأنها ذات حظ سيء وأن الفشل هو مصير كل مشروع وكل خطوة تخطوها, وكان انشغالها الدائم بهذه الأفكار السلبية يجعلها فى حالة مزاجية ووجدانية كئيبة يائسة ,ونتيجة تشبعها بهذه المعتقدات والأفكار كانت دائمة التشاؤم كسولة يائسة مقطبه الوجه باستمرار.. وكانت كلما تقدمت للحصول على وظيفة تفشل خاصة فى مقابلات التقييم الشخصي , وزاد فشلها من تثبيت الاعتقاد لديها بأنها فاشلة غير مقبولة كئيبة مما انعكس على حالتها الانفعالية وأدى إلى زيادة الاكتئاب وأعراضه .
وباستخدام أسلوب الاستبصار بالملاحظة تمكنت بعد حوالي شهرين من التأكد تماماً بأن أسلوب تفكيرها الخاطىء والمفاهيم السوداوية والانهزامية التى تدور فى ذهنها طوال الوقت ,هي السبب الرئيسي فى حالة الاكتئاب واليأس التى تعيشها , وبالاستعانة بالأسلوب الثاني والثالث تمكنت من التخلص من كل تلك الأفكار والمفاهيم الانهزامية السلبية .
العلاج....
أ - العلاج النفسي :
ويختلف من حالة إلى أخرى (راجع أساليب العلاج النفسي الحديثة المذكورة فى الموقع وللاستشارة راجع مساعدة زوار الموقع).
ب - العلاج الدوائي :
تتنوع مضادات الاكتئاب ( والتي لا يجب أن تستخدم إلا تحت إشراف طبيب متخصص ) وتشمل عدة مجموعات منها :
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات Tricyclic antidepressants ومنها دواء التوفرانيل Tofranil وتربتيزول Tryptizol وآنافرانيل Anafranil وأدوية أخرى .
وجرعات بداية العلاج بهذه الأدوية تكون مابين 10-50 مجم وتصل إلى 150-300مجم يومياً. ويختار الطبيب الدواء حسب نوع الاكتئاب ودرجة شدته وسن المريض وعوامل أخرى تتعلق بالصحة العامة للمريض ونتائج فحوصاته .
المجموعة رباعية الحلقا ت Tetracyelic antidepressants وتضم دواء ليدوميل Ludiomil وهى ذات فائدة فى علاج الاكتئاب فى كبار السن ومرضى القلب والجلوكوما .
المجموعة المضادة لأكسدة الأمينات الأحادية ويرمز لها بالرمز MAOI's ومنها دواء البارنيت Parnate ودواء نارديل Nardil .
مجموعة العقاقير الحديثة المثبطة لاسترجاع السيروتونين .. ويرمز لها بـ S.S.R.I's وهى ذات تأثير فعال فى علاج أنواع الاكتئاب المختلفة.. كما أنها تتميز عن مضادات الاكتئاب الأخرى بقلة الأعراض الجانبية التى كانت تسبب العديد من المشاكل خاصة لكبار السن ، وتشمل هذه المجموعة أدوية : بروزاك Prozac ، فافرين Faverin ، سيبرام Cipram ، سيروكسات Seroxat ، ودواء زولوفت Zoloft .
وبالطبع فإن جميع هذه الأدوية يجب أن لا تستخدم إلا تحت إشراف الطبيب .
و تستخدم جلسات العلاج بالكهرباء فى حالات الاكتئاب الشديدة وعند وجود ميول انتحارية، أو موانع تعيق العلاج الدوائي وهى آمنه وسريعة التأثير كما تستخدم أيضا مع العلاج الدوائي .