مشاكل الزراعة في الجزائر

تغطي
المساحة الإجمالية المستعملة في النشاطات الزراعية والرعوية في الجزائر 47
مليون هكتار, وتقدر مساحة الإنتاج بـ 1,4 مليون هكتار من أصل ثمانية
ملايين هكتار مزروعة ومتواجدة بالسهول الساحلية و المناطق القريبة من
السواحل، حيث يستفيد 600.000 هكتار منها فقط من الري.
إن إمكانية الإنتاج الزراعي الجزائري المتركز أساسا في مناطق ذات مناخ جاف
أو شبه جاف تواجه عائقين أساسيين وهما؛ كون أقل من 3 % من المساحة الزراعية
المستعملة مخصصة لمساحات الري ذات الإنتاج الوفير، وأن حصة المساحة
الزراعية المستعملة لكل نسمة في انخفاض مستمر، حيث كانت تقدر بـ 0,75 هكتار
في سنة 1962، وحاليا انخفضت إلى 0,25 هكتار، لعدة أسباب من أهمها، النمو
الديموغرافي، وفقدان الأراضي الزراعية بسبب انجراف وتدهور التربة.
ورغم أن المنطقة ممطرة، إلا أنها أصبحت خاضعة في السنوات الأخيرة للتغيرات
المناخية، أدت إلى نقص الأمطار. و تبقى الزراعة في الجزائر عموما تعاني من
مشاكل أخرى تعيق إمكانية تطورها، لتصبح عبئا ثقيلا على التوازن الايكولوجي
لمختلف المناطق الطبيعية.
أما شبكة الري والمجاري المائية، فغالبا ما تكون في حالة رديئة، رغم جهود
محاربة ملوحة الأراضي مثل بقية البلدان المغاربية الأخرى, وتبقى الجزائر في
هذا الإطار تعاني من مشكل انجراف التربة الذي يشكل إعاقة كبيرة في مستقبل
الموارد الطبيعية في البلاد.
زيادة على ذلك فالتصحر يهدد 32 مليون هكتار من الأراضي الشاسعة والغطاء
الغابي بشمال الجزائر, مع الملاحظة أن الاستغلال الكثيف لموارد المياه
الجوفية، قلص من طاقتها، في حين أن الأراضي ذات النوعية الرديئة تحملت خلال
السنوات العشر الأخيرة اعتداءات من الوسط البشري ومن التقنيات الزراعية
التي لا تناسبها مما أثر على بعض الأنظمة البيئية.