عشرون وصية لتجنب القلق ...
القلق
حالة نفسية تتصف بالخوف والتوتر ، وكثرة التوقعات ، وينجم القلق عن الخوف
من المستقبل ، أو توقع لشيء ما ، أو عن صراع في داخل النفس بين النوازع
والقيود التي تحول دون تلك النوازع .
والقلق أكثر الاضطرابات
النفسية شيوعا ، فهو يصيب 10 – 15 % من الناس ، ويزداد حدوثه في الفترات
الانتقالية من العمر ، كالانتقال من مرحلة البيت إلى المدرسة ، أو من مرحلة
الطفولة إلى المراهقة ، وعند الانتقال إلى سن الشيخوخة والتقاعد ، أو سن
اليأس عند النساء .
كما قد يحدث القلق عند تغيير المنزل أو العمل
أو ما شابه ذلك . وقد يصاب الإنسان بالقلق كانفعال طارئ يزول بزوال السبب ،
وقد يصبح مزمنا يبقى مع الإنسان لساعات أو أيام .
ومن أشكال القلق
قلق الأم على ابنها إن تأخر عن موعد وصوله ، وقلق الإنسان على وظيفته
وعمله ، أو قلق المرء على صحته حين يمرض ، وقلق الطالب على نتائج امتحاناته
، أو قلق التاجر على تجارته .. وهناك أشكال كثيرة من القلق لا مجال لحصرها
. ويصاب الإنسان القلق بأعراض مختلفة ، منها الإحساس بالانقباض ، وعدم
الارتياح والشعور بعدم الطمأنينة، والتفكير الملح والأرق ، كما قد يشكو
القلق من الخفقان وإحساس بتشنج في المعدة أو برودة في الأطراف ..
وليس
منا من لا يقلق في لحظة من اللحظات ، أو موقف من المواقف ، فهذا أمر طبيعي
، أما أن يستمر القلق لأيام ، بل لشهور أو سنين ، فهذا ما لا تحمد عقباه .
ومن الناس من يقلق لأتفه الأسباب ، فتساوره الهموم والشكوك ، ويعيش أيامه
بين القلق والاكتئاب .
فإذا أردت اجتناب القلق عليك مراجعة نفسك وموازينك ، وتدبر أمورك وأحوالك .
وإليك بعض الوصايا التي يمكن أن تساعدك في التخلص من القلق ..
1.
عش في حدود يومك ولا تقلق على المستقبل ، ولا تخش قلة الرزق ، فالرزق بيد
الله تعالى : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) سورة الذاريات آية 22 .
2. ذكر نفسك بالثمن الفادح الذي يدفعه جسمك ثمنا للقلق .
3.
دع التفكير في الماضي ، فإنه لن يعود مهما حاولت .. يقول الرسول عليه
السلام : " وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل قدر
الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم وأحمد
4.
تدبر الحقائق بعناية قبل صنع القرار ، ومتى اتخذت قرارا حصيفا ، أقدم على
تنفيذه واستعن بالله ولا تتردد .. وتذكر قول رسول الله عليه السلام : " إذا
سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت
على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على
أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت
الصحف " رواه الترمذي وأحمد في مسنده .
5. ارض بقضاء الله تعالى
وقدره . فالمؤمن لا يخشى مصائب الحياة ، فكل أمره خير .. يقول عليه السلام :
" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن
أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه
مسلم وأحمد . ويقول تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن
تحبوا شيئا وهو شر لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) سورة البقرة 216
6.
أحص نعم الله عليك ، بدلا من أن تحصي همومك ومتاعبك . يقول تعالى : ( وإن
تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) سورة إبراهيم 34 . واسأل نفسك دوما : هل
تستبدك مليون ريال بما تملك ؟ أتبيع عينيك مقابل بليون دولار ، وكم من
الثمن ترى يكفيك مقابل يديك أو ساقيك أو أولادك ؟ احسب ثروتك بندا بندا ،
ثم اجمع هذه البنود ، وسوف ترى أنها لا تقدر بثمن . يقول شوبنهور : " ما
أقل ما نفكر فيما لدينا ، وما أكثر ما نفكر فيما ينقصنا " .
7. لا تهتم بتوافه الأمور ، ولا تجعل صغائر المشاكل تهدم سعادتك ، ولا تسمح لنفسك بالثورة من أجل أشياء تافهة .
8. لا تعط الأمور أكثر مما تستحق ، قدر قيمة الشيء ، وأعط كل شيء حقه من الاهتمام .
9. استغرق في عملك ، فإذا ساورك القلق أشغل نفسك بما تعمل أو بأمر آخر مفيد ..
10. لا تكن أنانيا ، وصب اهتمامك على الآخرين ، واصنع في كل يوم عملا طيبا يرسم الابتسامة على وجه إنسان.
يقول
عليه السلام : " أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا ، أو تقضي
عنه دينا ، أو تطعمه خبزا " أخرجه ابن أبي الدنيا والبيهقي . قال الألباني :
حديث حسن .
11. اجعل عملك خالصا لله تعالى ، ولا تنظر الشكر من أحد . قال عليه السلام : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل
امرئ ما نوى " رواه الشيخان .
12. ركز جهودك في العمل الذي تشعر من أعماقك أنه صواب ، ولا تستمع للوم اللائمين ، وإذا ما وجدت نفسك على خطأ فالتراجع عنه فضيلة .
13.
احتفظ لنفسك بسجل تدون فيه الأخطاء التي ارتكبتها ، واستحققت النقد من
أجلها ، عد إليها من حين لآخر ، لتستخلص منه العبر التي تفيدك في مستقبلك .
واعلم أنه من العسير أن تكون على صواب طوال الوقت ولا تستنكف أن تسأل
الناس النقد النـزيه الأمين وتقبل نصيحة الراشدين ، فالنبي عليه السلام
يقول : " الدين النصيحة " رواه مسلم وأحمد
14. لا تفكر في محاولة
الاقتصاص من أعدائك ، فإن حاولت ذلك أذيت نفسك أكثر مما تؤذي أعداءك . قالت
تعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )
فصلت 34 . واكظم غيظك ولا تغضب ، فالله تعالى يمتدح الكاظمين الغيظ
والعافين عن الناس . قال تعالى : ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
والله يحب المحسنين )
15. حاول أن تغير الأشياء السلبية إلى
إيجابية .. ويضرب ديل كارنجي مثلا فيقول : " إذا لقيت بين يديك ليمونة
مالحة ، فحاول أن تصنع منها شرابا سائغا حلوا " .. وفكر دوما في السعادة ،
واصطنعها لنفسك تجد السعادة ملك يديك ...
16. اعرف نفسك ولا تحاول
التشبه بغيرك ، ولا تحسد أحدا من الناس ، فقد رفع الله الناس بعضهم فوق
بعض،قال تعالى : ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات
ليبلوكم في ما آتاكم ) الأنعام 165
17. التزم في عملك بالقواعد التالية : - استرح قبل أن يدركك التعب .
- حين تعترضك مشكلة احسمها فور ظهورها .
- أضف إلى عمك ما يزيد استمتاعك به .
- تعود النظام والترتيب .
- افعل الأهم ثم المهم .
- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد .
- لا تحمل نفسك ما لا تطيق . قال تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )
18.
تحر الحكمة في إنفاقك ولا تقتر على عيالك .. قال عليه السلام : " أفضل
الدنانير دينا ينفقه الرجل على عياله ، ودينار ينفقه الرجل على دابته في
سبيل الله ، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل " رواه
مسلم وأحمد وقال تعالى : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل
البسط فتقعد ملوما محسورا ) الإسراء 29
19. لا تستسلم لعقدة
الإحساس بالذنب ، فالله تعالى غفور رحيم .. قال تعالى : ( وإني لغفار لمن
تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) سورة طه 82 . وقال أيضا في محكم كتابه : (
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر
الذنوب جميعا ) الزمر 53
20. إذا أصابتك لحظات من القلق والخوف ،
فلا تجزع ولا تيئس فقد تكون ابتلاء من الله تعالى ، فعليك بالصبر
والاستعانة بذكر الله تعالى .. قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف
والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا
أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم
ورحمة ، وأولئك هم المهتدون ) سورة البقرة 155 – 157
وقال تعالى : ( إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون ) سورة يوسف