فضل رمضان والصيام
قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل رمضان فُتحت أبواب السماء ,, وأغلقت أبواب جهنم ,, وسُلسلت الشياطين )
وفي رواية : ( إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة )
وفي رواية أخرى : ( فُتحت أبواب الرحمة ) متفق عليه
وفي رواية الترمذي : ( وينادي مُناد يا باغي الخير هلُمّ وأقبل ,, ويا باغي الشرّ أقصر ,, ولله عتقاء من النار ,, وذلك في كل ليلة حتى ينقضي رمضان ) حسنه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم : ( كلُ عمل إبن آدم يُضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ) . قال الله عز وجلّ : ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ,, يدعُ شهوته وطعامه من أجلي ,, للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ,, وفرحة عند لقاء ربه ,, ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) متفق عليه
والخلوف : تغير رائحة الفم ..
آداب الصيام
حفظ اللسان : قال صلى الله عليه وسلم : ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) رواه البخاري
الإفطار والدعاء والسحور : قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة ,, فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور ) صحيح أخرجه الترمذي
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : ( ذهب الظمأ وابتلت العروق ,, وثبت الأجر إن شاء الله ) حسن رواه أبو داود
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال الناس بخير ما عجلّوا الفطر ) متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم : ( تسحّروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من فطّر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ) صحيح رواه الترمذي
فوائد الصيام
قال صلى الله عليه وسلم : ( الصيام جُنّة ) أي : وقاية من النار .. متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
( والمراد صلاة التراويح )
وأعلم : أن الله تعالى فرض الصوم وهو عبادة وله فوائد عديدة منها :
1 - الصوم يريح جهاز الهضم والمعدة من عناء عملها المتواصل ,, ويُذيب الفضلات ,, ويقوي الجسم ,, وهو مفيد أيضا لأمراض كثيرة : ويريح الضيام المدخنين من تعاطي الدخان ويساعدهم على تركه .
2 - الصوم تهذيب للنفس ,, وتعويد لها على الخير والنظام والطاعة والصبر والإخلاص .
3 - يشعر الصائم بالمساواة بين إخوانه الصائمين ,, فيصوم معهم ويفطر معهم ,, ويحس بوحدة إسلامية عامة ,, ويحس بالجوع فيواسي إخوانه الجائعين والمحتاجين ..
الذين يباح لهم الإفطار
( 1 ) المريض والمسافر ,, وعليهما القضاء ,, لقول الله تبارك وتعالى : ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )
وأما المريض مرضا لا يرجى شفاؤه ,, فعليه الإطعام عن كل يوم مسكينا ..
( 2 ) الحائض والنفساء عليهما القضاء ,, لقول عائشة : ( كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) متفق عليه
( 3 ) الشيخ والشيخة الكبيران اللذان لا يطيقان الصوم ,, وعليهما الإطعام عن كل يوم مسكينا ..
( 4 ) الحامل والمرضع إذا خافتا على ونفسيهما ,, وعليهما القضاء فقط ,, وأما إذا خافتا على ولديهما فقط فعليهما القضاء والإطعام ..
مبطلات الصوم
ما يبطل الصيام قسمان :
( أ ) ما يبطله ويوجب القضاء فقط وهو :
( 1 ) الأكل والشرب عمدا
( 2 ) القيء عمدا : لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من استقاء فعليه القضاء ) صحيح رواه الحاكم وغيره
( 3 ) الحيض والنفاس : ولو في اللحظة الأخيرة قبل غروب الشمس .
( 4 ) الإستمناء : سواء سببه تقبيل الرجل لزوجته أو ضمها إليه أو كان باليد ,, فهذا يبطل الصوم ويوجب القضاء والإستمناء باليد قد يضر
( ب ) وأما ما يبطله ويوجب القضاء والكفارة فهو الجماع لا غير عند الجمهور ,, والكفارة : عتق رقبة ,, أو صوم شهرين متتابعين ,, أو إطعام ستين مسكينا ,, وبعضهم اشترط الترتيب في الكفارة ,, ( والمرأة والرجل سواء )
أمور لا تفسد الصوم
( 1 ) الأكل أو الشرب ناسيا أو مخطئا أو مكرها ,, فلا قضاء عليه ولا كفارة .. لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه ,, فإنما أطعمه الله وسقاه ) متفق عليه ,, ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) صحيح رواه الطبراني
( 2 ) القيء بدون تعمد .. لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء ) صحيح رواه الحاكم
( 3 ) استعمال السواك في كل وقت ,, ومثله فرشاة الأسنان والمعجون
( 4 ) المضمضة والاستنشاق بغير مبالغة : لقوله صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة وافد بني المنتفق : ( أسبغ الوضوء ,, وخلّل بين الأصابع ,, وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ) صحيح رواه أهل السنن
( 5 ) الاكتحال والقطرة في الأذن والعين ,, وإن وجد الطعم في الحلق ..
( 6 ) تذوق الطعام بشرط أن لا يدخل شيئا إلى جوفه
( 7 ) القبلة للزوجة للشيخ والشاب إذا لم يؤد للجماع ,, لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقبّل عائشة رضي الله تعالى عنها وهو صائم . متفق عليه
( 8 ) الحقن بجميع أنواعها ,, لأنها وإن وصلت إلى الجوف فإنها تصل من غير المنفذ المعتاد
( 9 ) بلع الريق والنخامة ,, وما لا يمكن الاحتراز منه كالغبار ونحوه .
( 10 ) استعمال الدواء الذي لا يدخل إلى الجوف كالمراهم ,, وبخاخ لمرض الربو ..
( 11 ) خلع السن ,, أو إنزال الدم من الأنف والفم ..
( 12 ) مضغ العلك الذي لا يتحلل ,, وليس فيه حلاوة .
( 13 ) إذا طلع الفجر والإناء في يده ,, فلا يضعه حتى يقضي حاجته ,, لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمع أحدكم النداء والإناء في يده ,, فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ) صحيح رواه أبو داود
( 14 ) تأخير غسل الجنابة أو الحيض أو النفاس من الليل إلى بعد طلوع الفجر ,, والأفضل تعجيله للصلاة
( 15 ) التطيب في نهار رمضان سواء كان بالبخور أو الدهن أو الطيب .
( 16 ) الاغتسال للتبرد والعطش والحر وغيره
( 17 ) الحجامة : لأن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم .. وأما حديث : ( أفطر الحاجم والمحجوم ) فهو منسوخ للحديث الذي قبله ,, وغير ذلك من الأدلة ..
قيام رمضان
( 1 ) قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
( 2 ) ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة ,, منها الوتر وركعتا الفجر ) رواه البخاري
( 3 ) ( ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ) متفق عليه
( 4 ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
( 5 ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر في رمضان ) رواه البخاري
( 6 ) كان صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل وأيقظ أهله ,, وجدّ وشدّ المئزر ) متفق عليه [وشد المئزر : كناية عن الاجتهاد في العبادة ]
( 7 ) عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قلت يا رسول الله : أرأيت إن علمتُ أيّ ليلة ليلة القدر ,, ما أقول فيها ؟ قال : قولي : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) صحيح رواه الترمذي