قصة ثانوية الضاية . قصة بلا نهاية
لقد استطاع التلميذ مجد أن يتحصل على المعدل المطلوب كي ينتقل إلى المرحلة الثانوية , لم يكن تلميذا مجتهدا إلا أنه يعلم أن النجاح وليد العمل فكان لايغيب ويراجع دروسه ويعلم كل العلم مدى أهمية إختبار الشهادة والذي هو تأشيرته للتفوق وبعد عام من الجهد والكد والترقب أثمرت جهوده بالنجاح .
لقد كان الصيف كله سرور وقبلة أمه ليلا مازالت رطبة في خده البريء وامتزجت السعادة بروح العزيمة على أن العام القادم خطوة أخرى لفتح أبواب المستقبل وتحقيق أحلامه المنشودة .
مضى الصيف والتحق مجد بالثانوية التي تم إنشائها حديثا ببلدية الضاية –ولاية غرداية ولولا هذه الثانوية لقطع مجد 10 كليومترات ليزاول دراسته على الأقل ولكن من الله عز وجل برجل مسؤول وحرص على بناء هذا المنبر العلمي الذي انتج لنا جيلا متعلما متخلقا مثقفا .
لقد كانت سنة أولى ثانوي رمزية جدا بالنسبة للفتى مجد فقد اختار صديقا له بعدما كان متحفضا جدا من خزعبلات الصداقة فالصداقة في نظره ماهي إلا مصالح مشتركة أما عن مقاسمة الأحزان فأنت تحلم أحلام يقضتك أو ترى النجوم وقت الظهر , صديقه مصطفى كان بارعا في اللغة الفرنسية مما جعله يعلن التحدي الشريف امامه ويحاول ان يكون ناجحا هو كذلك , مر عام حافل بالنجاح والحب وكذا الشوق إلى لقاء جديد في عام جديد.
انتقل التلميذ مجد إلى السنة الثانية وقبل ذلك كان عليه الإختيار وأختار شعبة اللغات الأجنبية لرغبته في أن تكون مكان قطف الثمار والمعلومات وطريق النجاح ولكن للأسف سرعان مابدى على وجه هذا الفتى علامات الحزن والحيرة فلقد اصيب بأزمة نفسية كانت وليدة الانعزال عن المجتمع والتفكير الميتافيزيقي فلقد كان مولعا بمجال الطاقة والروح .....الخ مما جعله يتخبط في أفكاره غير عارف لطريقة تبرر سلوكاته أمام أساتذته مما جعل استاذته التي تحبه تستدعي والده ولكن لم ينجح الأمر فالولد خارج التحكم والسيطرة حتى في نفسه , لم يستطع مجد كتمان أمره فسارع للأستاذة الأم وأخبرها حتى تفهمت الأمر وتفهموا أمره كذلك والحمد لله مر العام بنجاحه وصبره .
انتقل مجد إلى السنة النهائية في حاله الذي كان عليه ولكنه صادق فتى من العاصمة فغير فيه أمورا كثيرة ولاينسى صديقه الثاني الذي كان الرجل سابق عصره والكل يقدره في قريتنا فهؤلاء لم يبخلوا عليه بالنصيحة ولم ينتظر مجد فرصة ليبدي لهم مشاكله بل كان عفويا في طرح كل مافي قلبه
قرر مجد الارتباط بفتاة كان يراقبها لمدة سنتين بعدما غلب عليه الحب والشوق . فاتصل بها وسرعان ماقبلت به وقالت : انلتقي في المساء؟
لقد حدث مثلما كان يعتقد فالأرواح التي نرتاح لها لابد ان تتفاعل معنا وترضى بنا وتحبنا وهو يعتبر أول حب في حياته .
لقد كان متقلب المزاج لايثبت على شيء وخواطر البكالوريا تطبل فوق رأسه مما جعله يطلب الفراق من الفتاة التي أحبها مما احزنها وذرفت دموعها وقالت " لما طلبت حبي إن كنت ترغب في فراقي؟ فأقنعها بالعقل والمنطق وكان صادقا إلا أنه أخطأ عندما اختار وقت البكالوريا لارتباط بفتاة هي ايضا لديها بكالوريا مما جعله يخاف الفشل وطبعا الخوف من أن ترحل الفتاة إلى بلدها فينقطع الاتصال بها وحدث ماحدث
ورن صوت داخل ذاته وصاح الجميع في وجه أن لا تتركها فعزم على أن يعيش معها كل الحياه مهما كان الأمر والعجيب أنها قبلت به مرة أخرى كيف لا وحبنا طاهر عفيف
ذات يوم وبعد انتهاء الدراسة عاد مجد لمنزله وفي طريقه قصد الدكان ليشتري خبزا وبينما هو يحمله القى نظرة فإذا بحبه تنظر اليه ولم يكن يعلم حينها أن الله عز وجل أكرمه بآخرة نظرة لها في هذا الوجود ففي ليلة المولد النبوي الشريف رحلت الزهراء إلى ربها بعدما طعنها وحش مفترس بسكين غادر وأمام أختها لم يصدق مجد ولكنه استيقن ان القدر قد وقع وقبل أن يسمع الخبر كان قد شعر بأن مكروها قد حصل لها ولكنه نفى موتها على أمل اللقاء مجددا ولكن وقع ما وقع واستسلم لقضاء الله وبكى الجميع وبكى هو بكاء قليلا منتظر جناح الليل ليذرف دموعه ويخرج حزنه وأساه واي نوم يأتيه كلا والله مانام بل كابوس وراء كابوس ورعب واكتئاب .
لم ينجح في البكالوريا الا بعد 3سنوات وهو اليوم في الجامعة إنه يقول : سامحيني لقد كنت مقصرا في حقك سامحيني لم اكن في الحادثة لادافع عنك –رحمك الله وغفر الله لك
تعالي في منامي كما كنت اراك واحسبك شهيدة ومثواك الجنة بإذن الله وكلي فخر لأني عرفتك وماهي الا حياه وسوف نلتقي في الجنة ياحبيبتي وسأكون مثاليا لاكون مستحقا لك فلاتتخلي عني واقبلي بي لأني احببتك بصدق وتآلفت أرواحنا ولسوف اعمل جاهدا لاحقق احلامك ولسوف اعمل لك اشياء كثيرة ستفيدك في قبرك والحمد لله على كل حالى
انتهى
glory / مجد
موضوع: قصة ثانوية الضاية . قصة بلا نهاية "قصة واقعية" 
الأربعاء فبراير 12 2014, 12:36
