الهواية حياة
الخميس, آيار (مايو) 23, 2013
مريم النعيمي
للهواية في حياة الإنسان أهمية بالغة، فهي المتنفس الحقيقي في كل وقت وحين، فمن لا يملك هواية سيكون لديه وقت فراغ طويل، وسيعيش حياة يشوبها الملل، فلا يكفي الإنسان أن يؤدي عمله الروتيني الوظيفي اليومي فقط، بل يجب أن يكون لديه عمل آخر يهواه وينميه.
وغالباً ما تكون رتابة الحياة باعثة على الملل، وعندما يصيب الإنسان الملل تجده فاقداً الرغبة في فعل أي شيء ولا يشعر بقيمة شيء حوله، وتجده يقول «لا جديد في الحياة والأيام متشابهة»، فلدى كل منا هواية أو حرفه يحبها، والهوايات كثيرة ومتنوعة، وقد تكون بعض الهوايات مصدر رزق لصاحبها، وقد تجلب الهواية أحياناً للشخص الشهرة، مثل احتراف لعبة أو مهارة خاصة، تحمل معها المتعة والتشويق.
فشعورنا بالفراغ والملل نتيجة اختفاء الهوايات من حياتنا عموماً، إذ أصبحنا لا نجيد الاستفادة من يومنا وإجازاتنا والاستمتاع بها، فوقت الفراغ المتوافر والإجازة ليسا للراحة البدنية فقط، وإنما هما أكثر للراحة الذهنية وتجديد الهمة والنشاط، وهذه أمور لا تتحقق إلا بممارسة هواية نحبها، والتي تخفف من أحمالنا العصبية والنفسية طوال أسبوع العمل والدراسة، فالملل يلعب دوراً فاعلاً في ما نحن فيه، وينبغي علينا أن نطرد الملل كي نحسن نفسيتنا وعملنا. لكن للأسف، فالكثير من الشباب لا يشعرون بقيمة الهواية في حياتهم، بل يعتبرونها عبئاً، أو نوعاً من اللهو وتضييع الوقت، وهذا اعتقاد خاطئ، وهو مبدأ الفاشلين.
إننا نستطيع أن نمارس الكثير من الهوايات حسب ميولنا، ومنها السباحة، ألعاب القوى، التصوير، الرسم، الغوص، القراءة والكتابة والشعر وفنون المسرح والتمثيل، والطبخ من أهم الفنون والمهارات التي تدر ربحاً على أصحابها، أعمال المشغولات اليدوية وتصميم الأزياء، رحلات الصيد، التأمل والتدبر والتعرف إلى أماكن جديدة، العناية بالحديقة والزراعة والديكور، كذلك من الهوايات المميزة تربية الطيور والحيوانات الأليفة في المنزل أو المزرعة، وهي هواية لها مردود مادي ممتاز.
وأهمية الهواية تكمن في قدرتها على أن تكون بمثابة المسكن للهموم وضغوط الحياة، لأن ما تستوجبه من تركيز وما تفرزه من مؤثرات إيجابية يعطيان إحساساً بالراحة رغم التعب والعناء، فهي تبعث على الاسترخاء وتجدد النشاط، وتكسر حدة الروتين اليومي المألوف، فلماذا نخجل من إظهار هواياتنا وإبداعاتنا، فهي متنفس جميل لحياتنا.
إن الهواية مهمة للنمو النفسي والعاطفي لدينا جميعاً، ولها جوانب ترفيهية وثقافية واجتماعية حسب هواية وميول كل شخص، فهي تساعدنا على الانسجام مع النفس، والشعور بالتوازن والاستقرار، وتزيد من طاقتنا الذهنية والجسدية، فالهواية حياة متجددة، وتعد أحد أهم أسباب السعادة للإنسان.
للتواصل مع الكاتب
m.noaimi@alroeya.com
موضوع: الهواية حياة للكاتب : مريم النعيمي 
الخميس أغسطس 01 2013, 11:25
