حكى ابن حبيب ان رجلا اقسم على الا يتزوج حتى يشاور مائة انسان وذلك نظرا لما قاساه من النساء.
فإستشار تسعة وتسعين وبقى عليه واحد ، فخرج يسأل من لقيه واذا بمجنون قد اتخذ قلادة من عظم وركب قصبة كالفرس فسلم عليه.
وقال له: اريد ان اسألك عن مسألة ارجو الجواب عنها.
فقال له: سل ما يعنيك وأياك ان تتعرض لما لا يعنيك.
قال له: اني رجل لقيت من النساء بلاء عظيما .. وآليت على نفسي ان لا اتزوج حتى استشير مائة نفس وانت تمام المائة فماذا تقول؟
فقال: اعلم ان النساء ثلاث واحدة لك وواحدة عليك وواحدة لا لك ولا عليك.
أما التي لك: فهي شابة جميلة لطيفة لم يعرفها الرجال قبلك اذا رأت خيرا حمدت وان رأت شرا سترت.
وأما التي عليك: فإمرأة لها ولد من غيرك فهي تنهب مالك وتعطي ولدها ولا تشكرك مهما عملت معها.
وأما التي لا لك ولا عليك: فهي امرأة قد تزوجت غيرك من قبلك فإن رأت خيرا قالت: هذا ما نحب وان رأت شرا حنت الى زوجها الاول.
وهذه هي احوال النساء شرحتها لك فأعلم وان شئت تتزوج فانتقي من خيرهن والا فلا.
قال: ناشدتك الله من انت؟
قال الرجل المتمم للمائة: ألم اشترط عليك الا تسأل عما لا يعنيك.