طلاب العرب Arab Students
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

باكلوريا 2017 bac فروض اختبارات التعليم الابتدائي المتوسط الثانوي الجامعي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول


my facebook

karim Rouari

https://www.facebook.com/karim.snile.7



 

 دور الراديو والتلفزيون في البناء الاجتماعي والثقافي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ThE sIleNt
عضو فضي

 عضو فضي
ThE sIleNt


مشاركات : 2951

العمر : 124
الجنس : ذكر
الدولة : sireio
المدينة : بلد الفقر و السعادة
تاريخ التسجيل : 28/03/2012

دور الراديو والتلفزيون في البناء الاجتماعي والثقافي Empty
مُساهمةموضوع: دور الراديو والتلفزيون في البناء الاجتماعي والثقافي   دور الراديو والتلفزيون في البناء الاجتماعي والثقافي I_icon_minitimeالسبت يناير 19 2013, 02:07



دور الراديو والتلفزيون في البناء الاجتماعي والثقافي



بحث حول دور التلفزيون والراديو في البناء الثقافي والاجتماعي

مقياس مدخل لعلوم الاعلام والاتصال , السنة اولى علوم انسانية


[center]
[center]خطة البحث

· مقدمـــــة
v المبحث الأول : الدور الثقافي
ü المطلب الأول : تأثير الإعلام على ثقافة الشباب العربي
ü المطلب الثاني : مساهمة الاعلام في بناء ثقافة الشباب
ü المطلب الثالث : تأثير التلفزيون على ثقافة الطفل
v المبحث الثاني : الدور الاجتماعي
ü المطلب الأول : دور الاعلام في التعليم الاجتماعي
ü المطلب الثاني : الدور الاجتماعي للإذاعة
ü المطلب الثالث : قراءات في الدور الاجتماعي للتلفزيون
· خاتمـــــة




مقدمـــة
تعدّ
وسائل الإعلام المرئية والمسموعة مصدرًا مهمًا من مصادر التوجيه والتثقيف
في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين
في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية
.
ورغم الحديث المتكرر عن أثر وسائل الإعلام على
الإفراد والمجتمعات, لكن الحق أن الأمر ليس على إطلاقه فالتأثير يرتبط بعدد
من العوامل الخارجية والداخلية, فالإنسان – عموماً – ليس كائناً سلبياً
يلتقط كل ما يصل إليه ويتشرب كل ما يلقي عليه.



المبحث الاول : الدور الثقافي
المطلب الأول : تأثير الإعلام على ثقافة الشباب العربي
شكل الإعلام في واقعنا المعاصر عصب الحياة، ولا
ينكر أحد مدى الانتشار الواسع للبث الإعلامي سواء الإذاعي أو الفضائي، أو
حتى المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية، وتجاوزه لجميع الحدود
وتخطيه أقصى المسافات، وأصبح أثره واضحًا على كافة الأصعدة، ولا شك أن طبقة
الشباب من الطبقات المستهدفة لجميع الجهات، إذ لا يخفى ما لهذه الفئة من
تأثير على مجتمعاتها وبالتالي على مكانة بلادهم ـ سلبًا أو إيجابًا ـ في
الواقع المعاش
.
الوضع الديموغرافي للشباب وعلاقته بالإعلام
يمثل الشباب في البلدان النامية أسرع شرائح
سكان العالم نمواً، كما يشكل الشباب تحت سن الخامسة والعشرين أكثر من نصف
سكان البلدان النامية البالغ عددهم خمسة بلايين نسمة، ومن ثمّ، فإن الشباب
لا يمثلون المستقبل فحسب، بل هم الحاضر أيضاً، ونتيجة للعولمة والتقدم
التكنولوجي، ازداد التواصل فيما بين شباب اليوم كثيراً عن ذي قبل، وأصبح
صوتهم مؤثراً على نحو أكبر، فهم يشكلون مصدراً لم يستغل بعد لتحقيق التنمية
والتغيير والتقدم
.
وفي فلسطين أكدت دراسة قام بها جهاز الإحصاء
بمناسبة اليوم العالمي للشباب أن عدد الشباب في الفئة العمرية من (10-24)
سنة في منتصف 2004 في الوطن بلغ حوالي 1،220،167 فردا (بواقع 622،038 من
الذكور، و598،129 من الإناث)، أي ما نسبته 32.4% من مجمل السكان، مقارنةً
بنسبتهم التي بلغت لعام 1995 33.2
% من
مجمل عدد السكان وحول التفصيل على مستوى الفئات العمرية للشباب أظهر أن
فئة (10-11) سنة أقل الفئات العمرية التي تدعي بأن لديها وقت فراغ قليل في
حين ترتفع في الفئة (20-24) سنة لتصل إلى 37.4% من أفراد تلك الفئة مما
يعني أن وقت الفراغ يقل مع تقدم العمر بالنسبة لفئات أعمار الشباب
.
وبشأن الأنشطة إلى يمارسها الشباب أثناء وقت
الفراغ، أشارت الدراسة إلى أن مشاهدة التلفاز أكثر الأنشطة التي تمارس
أثناء وقت الفراغ وبنسبة 31.9
% وخاصة
لدى الإناث (40.6%)، فيما احتل الالتقاء بالأصدقاء في المرتبة الثانية
وبنسبة 15.0%، معتبراً أن التحدي الأكبر الذي يواجهه الشباب يكمن في كيفية
قضاء أوقات الفراغ بشكل منتج في ظل الضغوط السياسية والنفسية والاجتماعية
والاقتصادية التي يواجهونها
.
وحول الأنشطة التي يرغبون بممارستها ولا يمارسونها حالياً أوضحت أن 20.0% من
الشباب عبروا عن رغبتهم بالمشاركة في رحلات خارج الوطن و12.2% في رحلات
داخل الوطن، وشددت الدراسة على أن الأوضاع السياسية والأمنية السائدة تحد
من ممارسة الشباب للأنشطة التي يرغبون ممارستها في وقت الفراغ، وهو ما أفاد
به 26.9% من مجمل الشباب (10-24) سنة، وبما أن حوالي 32.0% من الشاب
أفادوا بأنهم يشاهدون التلفاز أثناء أوقات فراغهم بشكل رئيسي، فمن الطبيعي
أن يحتل البيت المرتبة الأولى عند السؤال عن المكان الذي يقضي فيه الشباب
وقت فراغهم، حيث أفاد أكثر من ثلاثة أرباع الشباب (76.6%) بأن البيت هو
المكان الرئيس الذي يقضون فيه معظم أوقات فراغهم
.
وأكدت الدراسة على انخفاض نسب توجه الشباب
إلى النوادي الشبابية أو المراكز الثقافية لقضاء أوقات الفراغ، منوهةً إلى
أن الأوضاع السائدة والتكلفة المرتفعة لبعض الأنشطة تحد من توجه الشباب إلى
المسرح أو السينما أن توفرت أصلا في ظل الأحداث الجارية، في حين إننا نجد
دولة كالأردن نسبة الشباب فيها يمثل 61% من السكان
.
العولمة والإعلام
ولعل هذه الفئة العمرية هي المعنية بعصر
العولمة وقضاياه ومشكلاته، فالعولمة مشروع كوني للمستقبل كما يطمح واضعوه
ومفكّروه والداعون إليه، لذا فإن الجيل الجديد هو الأسبق بالتعاطي مع هذه
العولمة وأدواتها، فالكمبيوتر والإنترنت وشبكات المعلومات المعقدة أصبحت في
متناول أيدي الشباب في سهولة ويسر، بينما تعتبر هذه الأشياء بالنسبة
للأجيال الأكبر سناً معضلة لا حلّ لها، كما أن أنماط المعيشة التي تطرحها
(العولمة) من مأكل ومشرب وعادات ثقافية موجّهة بالدرجة الأولى لأجيال
الشباب، لأنهم الأقدر على الاستجابة والتقبّل السريع لأي مفاهيم جديدة
خارجة عن المألوف، خاصة إذا كانت تقدم لهم بوسائل باهرة وبطرق تقنية تؤثر
في نفوسهم
.
إن نظرة سريعة على واقع شبابنا اليوم تكشف
لنا مدى عزوف الشباب عن المشاركة في قضايا المجتمع، والابتعاد عن النشاطات
السياسية والاجتماعية، وهذا ناتج عن طول أمد الاستبعاد الذي مورس ضد الشباب
وعزلهم عن الحياة العامة وخاصة السياسية سواء في المدارس والجامعات أو في
المنظمات الشعبية والديمقراطية المحدودة، فشبابنا اليوم يسعى خلف الإعلام
الخارجي باحثاً عن الحقيقة، التي بدأ يشك في صدقها في إعلامه الرسمي،
متصوّراً أنه سيجدها عند الآخر، وهذا بداية الانسلاخ الثقافي وفقد الثقة في
ثقافته والقائمين على تسيير شئونه، ومؤشر إلى سهولة السقوط تحت تأثير أي
إعلام معاد له ولوطنه وتراثه الثقافي والحضاري، وسنرتكب أخطاء أكثر فأكثر
إن نحن تصوّرنا أن بإمكاننا الاستمرار في إبعاد جيل الشباب في عالمنا عن
المشاركة الكاملة في إدارة شئون حياته ورسم مستقبله، فالكبار في عصر يقوده
الشباب لن يتمكنوا من ضبط إيقاع الحياة دون الشباب ومشاركتهم الكاملة، وقد
دلت الدراسات والأبحاث الحديثة على أن المجتمعات، التي تتعرض للتغير التقني
السريع لا يعود الآباء فيها يملكون ما يقدّمونه لأبنائهم، لأن معارفهم
تفقد ملاءمتها للواقع الجديد والمستجد، فكيف بزمان كزماننا الذي فاقت سرعة
التغير التقني فيه بملايين المرات سرعة التغيرات التقنية التي أصابت
المجتمعات البشرية القديمة، فجيل الآباء في زماننا ما عادوا يملكون معظم
الإجابات عن أسئـلة أكثر وأعقد مما لا يقاس مما توافر لمن سبقـهم، فهم
يكادون أن يفقدوا الموقع الذي يخوّلهم أن يقـولوا للصغار ماذا يفعلون وماذا
لا يفعلون، وأصبحت العلاقة بين الطرفين بسبب التقنية الجديدة حواراً لا
تلقين دروس وأوامر
.
ومع التطورات العلمية والتقنية الهائلة،
وثورة الاتصالات والإنترنت والفضائيات، ودخول العالم في مرحلة العولمة،
كمنظومة ثقافية سياسية اقتصادية اجتماعية، يمكن ويجب أن تستغل التأثيرات
القادمة عبر الإنترنت والفضائيات لزيادة الوعي الجيل الشاب و مساعدة
المنظمات السياسية والاجتماعية لكي تعمل من أجل
:
1 –
تشجيع المواهب والهوايات المختلفة لدى جيل الشباب لملء الفراغ، وتوجيههم التوجيه الملائم والسليم
2 -
الاهتمام بقضايا التعليم التي تخص
الشباب والتركيز على أن تتم العملية التعليمية على أساس العقل والمنهج
العلمي وليس على أساس الحشو والتلقين
.
3 -
محاربة الجهل والأمية في صفوف الشباب، لأن الجهل والتخلف يتولد عنه أفكار متطرفة قد تدفع بالشباب والمجتمع إلى دوامة العنف والتطرف.
4 -
دراسة المشاكل الاجتماعية السائدة بوسائل البحث الفردية والجماعية ووضع التصورات العملية لهذه المشاكل.
5 -
غرس القيم الديمقراطية لدى الشباب من
خلال تكريس تقاليد النقاش والحوار الحر والديمقراطي وتبادل الرأي بين
المجموع العام، ونجاح هذا التوجه يعني تعزيز المفاهيم الديمقراطية في
المجتمع ككل
.
6 -
نشر الوعي السياسي والثقافي بين جيل الشباب، الذي يمكنهم من الإلمام بأزمات ومشاكل مجتمعهم. [1]
المطلب الثاني : مساهمة الاعلام في بناء ثقافة الشباب
منذ الخمسينيات من القرن العشرين تأكدت أهمية هذه
الثقافات الفرعية، كظاهرة اجتماعية من ناحية، وكمرحلة في التنشئة
الاجتماعية من ناحية أخرى. فهي ترتبط من هذا المنظور بالقطيعة التي تحدث
بين الشاب وعائلته وبما يمارسه عليه الوسط المدرسي من ضغوط، وتتشكل
الثقافات في إطار مجموعات الأقران الشبابية عموماً على اعتبارها ثقافة
تتبلور وتتمحور كحل جمعي أو كحل متجدد للمشكلات الناجمة عن الطموحات
المحبطة لقطاعات كبيرة من الأفراد- كالشباب. أو لوضعهم الاجتماعي الملتبس في المجتمع الكبير كالشباب أيضاً الذين لم يعودوا أطفالاً ولم يصبحوا بعد كباراً مسؤولين
.
وهكذا تكون الثقافات الفرعية كيانات متميزة
عن الثقافة الأكبر "الأم"، ولكنها تستعير رموزها وقيمهاومعتقداتها، وكثيراً
ما تعرضها للتشويه أو المبالغة أو تقلبها رأساً على عقب
.
وفي ضوء هذه الميكانيزمات التي يقوم عليها
المجتمع، كيف تتحدد وتتشكل ثقافة الشباب اليوم. للإجابة عن هذا السؤال يمكن
أن نبين جملة من الخصائص
:
1-
الواقع الراهن: تقدم وسائل الإعلام
والثقافة الجماهيرية المعلومات، سواء في الأخبار أو الإعلانات في إيقاع
سريع ومكثف يعزلها في أغلب الأحيان عن سياقها التاريخي، وذلك باعتماد أسلوب
الومضة. وتترسخ هذه الآنية والراهنية بواسطة صناعة الترفيه والتسلية التي
تدعو إلى الركون وإلى الراحة والاستسلام للأحاسيس السارة والمتعة الراهنة
. [2]
وتقدم نمط وجود شبابي نموذجي غير عابئ بالواقع وتحدياته ومتحرر من كل التزام، لاهث وراء اللذة الحسية. إنها ثقافة قناة "MTV" المتخصصة بالكليبات الشبابية التي تدعو إلى الرقص على مدار الساعة، ونسيان العالم وأحداثه ومشكلاته وعدم الاكتراث بالمستقبل.
2-
نفي الفكر ونهاية الايديولوجيا: إن
الترويج للفكرة القائلة بأن من خاصيات العولمة هي نهاية الايديولوجيات
وسقوط الطوباويات الكبرى. ويبدو الأمر وكأنه حدث جديد يرمز له خصوصاً بسقوط
جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفيتي. والواقع أن للمسألة جذوراً تمتد إلى
الخمسينيات وترجع إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، حين شرع عدد من
المفكرين في إعلان نهاية الإيديولوجيا في اجتماع عقدته في أيلول 1955 في
ميلانو منظمة المؤتمر من أجل الحرية والثقافة، وهي منظمة أسست في برلين سنة
1950 تموّلها المخابرات الأمريكية. وكان هؤلاء المفكرون أسماء بارزة، مثل
المفكر الفرنسي ريمون آرون، صاحب كتاب أفيون المثقفين، وعالم الاجتماع
الأمريكي دانييل بيل، وقد تحدّث هؤلاء عن المجتمع ما بعد الصناعي وربطوه
بنهاية الإيديولوجيا، لتصل إلى مجتمع الإعلام، وهو مجتمع بلا أيديولوجيا
وبلا فكر وبلا مواقف أصلاً. وأخذوا ينظّرون لأساطير تقوم على التضليل
الإعلامي والوعي المعلب للشباب. ويتمثل هذا التضليل في الاستفادة من الظروف
التاريخية الخاصة للتطور الغربي من أجل تكريس تعريف محدد للحرية صيغ
بعبارات تنسم بالنزعة الفردية. وهذا ما يمكّن المفهوم من أداء وظيفة
مزدوجة. فهو يحمي حيازة الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج من ناحية، وهو يطرح
نفسه في الوقت ذاته بوصفه حارساً لرفاهية الفرد. وتعزز هذه المفاهيم في وعي
الشباب حتى يتم تضليل الشباب، وبأن الفرد له حقوق مطلقة بعيداً عن
المجتمع، وهذه الحقوق الفردية المطلقة ليست سوى أسطورة لأنه لا يمكن الفصل
بين الفرد والمجتمع
.
فالتلاعب بالواقع أصبح سمة من سمات الإعلام
الرأسمالي حيث يوهم الإعلام العالمي ذو الطابع التجاري شباب الأرض العطشى
إعلامياً بمصداقية لا متناهية تنشد تصديقاً بلا حدود، ويسعى عبر صراحة
برامجه إلى خلق نوع من الثقة في المعلومة المقدمة. وبالتالي يخلق تقبلاً
بصورة الواقع المماثلة، فالإعلام التجاري لا ينقل الحقيقة
.
إنه يصنع الصورة التي يريد للناس مشاهدتها
وتقبلها على أنها الواقع الفعلي، مثلاً كيف يصور هذا الإعلام الفقر في
العالم؟ إنهم يصورون المساعدات التي تقدمها البلدان الغنية من أغذية
للمناطق التي تعاني الجوع. ولن تسمع بالمقابل كلمة عن ضرورة مواجهة الفقر
ومحاربته. ويكتسب الإعلام قدرته الفائقة على التأثير في تشكيل ثقافة الشباب
من خلال تركيزه على صناعة الترفيه والتسلية التي تقدم للناشئة على أنها
مواد وبرامج محايدة تهدف إلى الهروب من أعباء الواقع بإحداث حالة من
الاسترخاء والانتشاء المؤقت
.
إن مفهوم الترفية هو مفهوم شديد الخطورة،
إذ تتمثل الفكرة الأساسية للترفيه في أنه لا يتصل من بعيد أو قريب بالقضايا
الجادة للعالم، وإنما هو مجرد شغل أو ملء ساعة من الفراغ. الحقيقة أن هناك
أيديولوجيا مضمرة بالعقل في كل أنواع القصص الخيالية. فعنصر الخيال ينوف
في الأهمية العنصر الواقعي في تشكيل آراء الناس
.
إن تأكيد صناعة الترفيه على طابعها المحايد
هو في الأصل إدعاء يخفي حقيقة مضامينها الموجهة والمحملة بالمواقف والقيم
المبطنة التي ترمي إلى إعادة تشكيل الواقع وتصويره بالصيغة التي تناسبها
وتخدم مصالحها التجارية
.
ويبين "هربرت أشيلر" في كتابه " المتلاعبون بالعقول" كيف
أن مجلة واسعة الانتشار مثل مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" لها تأثير كبير في
أوساط الشباب، بتركيزها على مادة تعليمية تبدو محايدة، هي في الأصل خاضعة
لسلطة النظام السائد ومقتضيات مصلحة مالكيها
.
هذا من حيث المحايدة. فكيف هو التنميط الاستهلاكي الذي يقوم به الإعلام؟!
فالإعلام التجاري أصبح عبر الفضائيات التي
لا تقف أمامها حدود قادراً على الوصول إلى الشباب في كل أرجاء الكون، وهو
شديد التأثير في هذه الفئة لأنه يستهدفها بدرجة أولى. ولأن له القدرة
الخارقة على البهر، وتضاف إلى ذلك خاصية المصداقية التي يتميز بها الإعلام
الأجنبي مقابل تردي الإعلام العربي وارتباطه بالجهات الرسمية ما يجعل منها
مصدراً للمعلومة موثوقاً بها. من خلال البهر والثقة تصبح المادة الإعلامية
المقدمة عبر الفضائيات مادة صحيحة ومثالية وغير قابلة للنقد ولامجال
للتفكير فيها. ومن هنا تعمل آلة الإعلام التجاري على تنميط الاستهلاك
الشبابي على مستوى كوني، عبر عبقرية الإشهار المرئي الذي ينجح في تحقيق
أهدافه في كل البلاد، خصوصاً إذا كانت في الأرض العطشى إعلامياً، فتصبح
البضائع الشبابية موضه ونماذج
..
يصف مصطفى حجازي في كتابه "حصار الثقافة"
علاقة مشروب البيبسي بالشباب فيقول "البيبسي يركز مثلاً إضافة إلى جمال
الصورة واللون والإيقاع الذي يفتح الشهية ويثير الإحساس بالعطش والدافع إلى
الشرب لإرواء هذا العطش، إضافة إلى هذا البعد الفسيولوجي، يركز أساساً على
الشباب ومرح الشباب. من هنا أصبح تعبير مشروب الشباب وبرزت منه تسمية
الشباب الراهن عالمياً باسم "جيل البيبسي
".








وبالتالي فلابد من استنهاض الأوّليات مثل
أوّلية السياسي والثقافي، إن إعادة أوّلية السياسة على الاقتصاد تصبح عودة
الثقافة محصلة للقيم والمبادئ النبيلة السامية التي تشكل جوهر الذات
الإنسانية مهمة تاريخية. فترابط السياسي بالثقافي شرط ضروري لمواجهة خطر
هيمنة تسليع الأنشطة والقيم والعلاقات البشرية
.
وثمة صلة وثيقة بين مفاعيل المجتمع للنهوض
بهذه المهمة وهي النخب المثقفة، والدولة والأحزاب والنوادي الثقافية التي
تقع على عاتقها مسؤولية التوعية والريادة والقيادة. فهي تعبر عن وجدان
المجتمع وتطلعاته وأحلامه وقضاياه، وتصوغ مواقفه وعلاقاته بالآخرين
.
إن ما ينقص الشباب العربي هو القيادة
والقدوة، ونقصد بها القيادة والقدوة الفكرية التي تكسبه الوعي بواقعه
المحلي والكوني وتمنحه القدرة على تحليل وضعه واختيار سبل تطويره عبر
المعرفة السلمية والمتينة، لأن التضليل والتلاعب بعقول البشر أصبح، على حد
قول باولو فرير، أداة للقهر
.[3]
المطلب الثالث : تأثير التلفزيون على ثقافة الطفل
تشير نظرية الغرس
الثقافي إلى أن التلفزيون أصبح أحد أفراد العائلة؛ حيث يبدأ الأطفال
بالارتباط به في سن مبكرة، كما يؤدي دوراً ثقافياً؛ فهو يزود المشاهدين
بالمعلومات الدينية والتاريخية والجغرافية وسائر العلوم؛ وهذه من محاسن
وفوائد هذا الجهاز، إلا أن هذه الفوائد محدودة بعدة أمور:

الأول: أن كثيراً من البرامج الثقافية مملة وغير ممتعة، أو جذابة مقارنة بالبرامج الأخرى مما يجعلها لا تلاقي إقبالاً من الجمهور.
الثاني: أن كثيراً من الناس لا يحرص على تلك البرامج انطلاقاً من عدم حرصه على الثقافة.
الثالث: أن البرامج الثقافية قليلة في التلفزيون مقارنة بالبرامج الأخرى.
الرابع: أن أكثر البرامج الثقافية في أوقات غير مناسبة، حيث تحتل البرامج الأخرى في الغالب الأوقات الممتازة.
ويقابل تلك الفوائد الثقافية المحدودة بهذه العوامل العلاقة السلبية بين طول زمن مشاهدة التلفزيون وبين القراءة كما أثبتتها بعض الدراسات([4]).

المبحث الثاني : الدور الاجتماعي
المطلب الأول : دور الاعلام في التعليم الاجتماعي
تقول شايون shayon (1951) في أثره في التعليم الاجتماعي
((أنه أقصر الطرق للوصول إلى عالم الكبار، إنه المنفذ الذي يطل منه الطفل
على عالم الكبار. هو الباب الخلفي السريع لذلك. لم يحدث قط أن كان مشغولاً
عن الحديث مع أطفالنا. ولم يحدث أن يتركهم لأن عليه أن يعد الطعام، إنه
يلعب معهم ويشاركهم العمل، إنه يريد أن يحصل على انتباههم، ويحتاج إليه
ويفعل كل شيء في سبيل الحصول على هذا الانتباه
)).
وقد يقال فيه إنه يقدم صورة مشوهة لعالم
الكبار، إنما الحقيقة كما دلت تجارب هملويت غير ذلك، فقد أكدت مجموعة
المشاهدين الذكاء والشجاعة
brawery كأسس
هامة في النجاح في حياة الكبار أكدت ذلك أكثر من غير المشاهدين. ولم يكن
هناك فرق بين المشاهدين وغير المشاهدين في الاتجاه نحو المدرسة، والعمل
المدرسي، والمدرسين. بل إن المشاهدة أدت إلى ارتفاع مستوى طموح الصغار
level of aspiration فيما يتعلق بالتوظف. وفي الأطفال الأ:بر سنة (13 ـ 14 سنة) أدت المشاهدة إلى ظهور قلق واقعي ومخاوف حول مشاكل الكبر.
إن التليفزيون يقلل من فروق الطبقة
الاجتماعية في المعلومات العامة والمفردات اللغوية، والأطفال الصغار يحصلون
على مفردات أكثر من الكبار، والأقل ذكاء أكثر من الأكثر ذكاء، وكثيرو
المشاهدة أكثر من قليلي المشاهدة، ولقد تبين أن مشاهدة الأطفال الأمريكان
لا تقلل من نسبة قراءة الكتب، ومعظم المجلات، ولكنها تقلل من زمن قراءة
الكتب والمجلات الهزلية. ويبدو أن المشاهدة تقلل من زمن الاستذكار
study time وقراءة
الكتب الجادة وإنما أثره قليل في ذلك، وذلك لدى الأطفال في اليابان وربما
يرجع ذلك لأنهم يقرأون كتباً جدية أكثر من الأطفال الانجليز والأمريكان،
وكذلك يستذكرون لساعات أطول. كما لاحظ ماكوبي
Maccoby (1964) فإن المشاهدة تقلل المناشط المماثلة أو المتكافئة معها كقراءة الكتب الهزلية وارتياد دور السينما.
وهناك إجماع بين المفكرين على أن تأثير
التليفزيون السيئ ليس بالضخامة والتهويل اللتين تشاعان عنه. فهناك حقيقة
فروق بين المشاهدين وغير المشاهدين، ولكن هذه الفروق بسيطة وصغيرة وليست
دائماً في صالح غير المشاهدين
.
إن الآثار السيئة لوسائل الإعلام العامة دائماً يبالغ فيها لأن معظم الدراسات التي أدانتها لم تستخدم مجموعات ضابطة control groups واستخدمت جماعات منحرفة وشاذة وصغيرة من المجتمع الأصلي، واستخدمت أسئلة تقود إلى الإجابة leading questions بحيث
يجيب الفرد عليها الإجابة المتوقعة، كأن يسال الحدث الجانح: هل أدت الكتب
الهزلية إلى جنوحك؟ فبالطبع يجيب غالبية الأحداث الجناح على مثل هذه
الأسئلة بالايجاب، وذلك لتحويل اللوم من أنفسهم إلى عوامل أخرى، ولتفادي
التعمق في النظر إلى دوافعهم الداخلية، والدراسات المصممة تصميماً جيداً لم
تكشف عن أي تأثير ضار على سلوك معظم الأطفال، ولكن تؤثر هذه الوسائل على
بعض الصغار فقط
.
وهنا نتساءل عن نوعية هؤلاء الأطفال الذين
يتأثرون بوسائل الإعلام العامة إن هؤلاء الأطفال هم الذين ((يدمنون))
مشاهدة هذه الوسائل. فالأطفال الذين يدمنون قراءة الكتب الهزلية لديهم
نزعات عصابية أكثر من غيرهم، ويميلون إلى صغر الحجم، وإلى الضعف، ويتقمصون
أو يتوحدون مع رموز البطولة الخيالية الخارقة القادرة على عمل كل شيء مثل
((سوبرمان
)).
وبالنسبة للتليفزيون وجدت هيملويت أن مدمني
المشاهدة لديهم شعور قوي بالنبذ والطرد، وعدم الأمان أكثر من أولئك
المشاهدين الذين يشاهدون في المناسبات فقط، أو يشاهدون نادراً،ولقد وجد أن
الأطفال الذين يرغبون في الانسحاب من الحياة الواقعية يلجأون إلى السينما
أو التليفزيون يرغبون في الانسحاب من الحياة الواقعية يلجأون إلى السينما
أو التليفزيون للمؤاساة وللسلوى والعزاء، ولكن هذه الصفات المرضية،
والانسحابية كانت توجد في الأطفال قبل أن تحصل الأسرة على التليفزيون.
والتليفزيون يشبع نفس الحاجات التي يسعى إلى إشباعها الطفل عن طريق السينما
أو الراديو إذا لم يتيسر له الحصول على التليفزيون، فلقد وجد بيلين
Bailyn توكيداً لنتائج هيملويت، حيث لاحظ أن الأطفال الذين يخضعون للإحباط Frustration الشديد
في المنزل يشاهدون التليفزيون أكثر من الأطفال غير المحبطين، ويصدق ذلك
على القليل في أبناء الطبقات المتوسطة والطبقات العليا، بل إن هؤلاء
الأطفال المحبطين يتصلون أكثر بوسائل الاتصال العامة، ويركزون عيها أكثر
ويصبحون أكثر قدرة على استرجاع العنف الذي شاهدوه. والواقع أن المدمنين أقل
في روحهم الاجتماعية، وأكثر إحباطاً، وأكثر إحاطة بالمشاكل والنزعات
العصابية. والحقيقة أن الدراسة المعتمدة في هذا المجال هي الدراسة التي
تعتمد على قياس هذه السمات في الأطفال قبل المشاهدة وبعدها
.
Pre and port exosure
أن إدمان addiction وسائل الإعلام هو في الحقيقة عرض symptom أكثر
من كونه سبباً في الاضطراب الاجتماعي. وباختصار فإن الآثار السلبية لوسائل
الاتصال بسيطة في حين أن لها كثيراً من الآثار الايجابية
.
وعلى حين نجد أنه من الممكن أن يتعلم
الأطفال الكثير من التليفزيون إلا أن ذلك لا يحدث لأن التليفزيون يحل محل
أنشطة عقلية أخرى كالقراءة
Reading ويبدو أن التليفزيون لا يقود الطفل إلى عمل أي شيء على الرغم من تقديم نموذج يقوم بعمل أشياء أمام التلميذ.[5]
المطلب الثاني : الدور الاجتماعي للإذاعة
تقريبا ما ينطبق على التلفزيون ينطبق على الإذاعة , فالإذاعة أيضا تؤثر على المجتمع وذلك لأهميتها
في عملية بناء المجتمعات، ويمكن الزعم بأنها احد العناصر الأساسية في
المساهِمة في تشكيل ملامح المجتمعات. وإذا كان دور وسائل الإعلام في أي
بيئة مجتمعية يتحدد بالأثر الذي تستطيع أن تحدثه فيها، فمن الممكن أن نقسّم
وسائل الإعلام باعتبار تأثيرها في المجتمعات قسمين: قسم مؤثر وفاعل، وقسم
غير مؤثر وغير فاعل.

كما يمكن تفريع القسم الأول منهما إلى اتجاهين:
سلبي وإيجابي، وذلك باعتبار الهدف الذي يسعى إليه القائمون على كل اتجاه،
ولأن الإيجابية والسلبية من الأحكام النسبية، ليست ثابتة أو محددة.

فإن الضابط الذي يُستخدم هذين الحكمين على أساسه
هنا هو ضابط الانسجام مع متطلبات الهوية العربية الإسلامية في ما يُقدَّم
إعلاميًا عبر الاذاعات المختلفة، من حيث طبيعة المادة المقدمة، وما ترسخه
من قيم فكرية وثقافية واجتماعية.

ويختلف القسم الثاني، وهو قسم وسائل الإعلام غير
المؤثرة عن الاتجاه السلبي من القسم الأول في الجوهر الأساسي للموضوع، وهو
حقيقة الدور الذي يؤديه كل منهما في تشكيل المجتمع وبنائه؛ فوسائل الإعلام
غير المؤثرة أو الفاعلة لا تؤدي أي دور في المجتمع، وبالتالي لا تقوده إلى
أي اتجاه.

وهي غير معنية بما تقدمه للمجتمع وأفراده، ولا
تقوم بأكثر من التوصيل لكن دون أسس واضحة، ودون معرفة حقيقية بما يجب أن
يقدم، وما يجب أن تكون له الأولوية من بين ما يقدم.

والقائمون على مثل هذا النوع من وسائل الإعلام هم
الذين دخلوا السلك الإعلامي إما مصادفة، أو دون رغبة أصيلة في الممارسة
الإعلامية، أو دون هدف أو وعي حقيقي بالدور الذي تتحمل المؤسسة الإعلامية
عبئه، لتكون ذات فائدة ونفع للمجتمع.

أما الاتجاه السلبي من القسم ذي التأثير في
المجتمع فيختلف من حيث وجود الهدف، ووضوح الرؤية والوسيلة أو الأداة التي
تساعد على تحقيق الهدف، والقائمون عليه لا يتحركون خبط عشواء.

إنما وفق خطط
ومنهجيات مدروسة بعناية، وهم يملكون تصورًا واضحًا لما يريدون الوصول إليه،
ويسعون جاهدين إلى تحقيقه -أو هكذا يبدو- وكأنهم يريدون أن ينشروا ثقافة
أو فكرًا أو نمطًا حياتيًا وسلوكيًا بين أفراد المجتمع.

وإذا كان ضابط الإيجابية والسلبية -كما تحدد في
هذا المقال- هو الانسجام مع متطلبات الهوية العربية والإسلامية فإن
الكثيرين يمكن أن يتفقوا على أن ما يُقدم إعلاميًا عبر الوسائل المختلفة
المتوافرة في الدولة، والمتكاثرة -أو المتوالدة- يومًا بعد يوم يتوزع ما
بين قطبي السلب والإيجاب.

ولأن سطور مقالة واحدة لا تكفي للكلام بشمولية عن
الواقع الإعلامي في الدولة، فإنني سأكتفي بمثال واحد وهو الإعلام المسموع،
أو الراديو، الذي لم يخبُ أثره، ولم يقل عدد المستمعين إليه، والمتأثرين
به، والمتفاعلين معه.

ومع ما يقدم عبر أثيره من برامج رغم ظهور بدائل
أخرى كثيرة، ربما تفوقه في كثير من المميزات، إلا أنه ظل محتفظًا بسحره
مثبتًا قدرته على الاحتفاظ بجمهور عريض حريص على التواصل، بل والتنافس في
ذلك، مع ما يكلفه هذا التواصل الحثيث من بذل وقت ومال لتحقيقه.

إن مثل هذه الصفات التي توافرت للإعلام المسموع
جديرة بأن تجعله قبلة لأصحاب الفكر الهادف، الواعي بما يحدق بالأمة العربية
والإسلامية من مخاطر، وما تعانيه من ضغوطات على جميع المستويات، وما تمرّ
به الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج من حروب ومآس وحصار واحتلال.

لقد كان من الأولى أن يُستغَل الإعلام المسموع
لتوعية الأجيال الشابة بقضايا أمتها وبواقعها المعاصر، لتنشأ نشأة مختلفة
عما نراه اليوم بين شبابنا، الذين يتعرضون لتسطيح إعلامي يأخذهم نحو
الانشغال بالأمور التافهة والشكلية، ويلهيهم عن القضايا المهمة والمصيرية،
فنتج لدينا جيل جميل الشكل لكنه مجوّف.

ومفرّغ من الداخل، يتداعى مع أول هبة ريح، ولا
تجدي محاولاتنا بعد ذلك في جبر الكسور الكثيرة المترتبة على سقوطه السهل
لأنه هش وأضعف من أن يخضع لأي عملية إصلاح.

إن حالة الخواء الثقافي والفكري التي نلاحظها في
كثير من شبابنا هذه الأيام لم تأتِ من فراغ، ولكنها نتيجة ما يتعرض له
هؤلاء الشباب من قِبَل وسائل إعلام إما لا تعرف حقيقة دورها وأثرها في
المجتمع، أو انها تعرف ذلك وتدركه جيدًا وتوظف تلك المعرفة وذلك الإدراك
لإنشاء جيل من الشباب الأجوف، اللاهي بملذات الحياة وشكلياتها.

وكأن الدنيا أصبحت محصورة فيها، فأصبحنا نكرسها
ونرسخ الاهتمام بها عبر وسائل إعلامنا الموقرة في كل لحظة، وبكل وسيلة، لا
نوفر جهدًا ولا وقتًا، مغفلين القضايا الحقيقية والأمور المصيرية التي يجب
أن نوجه إليها شبابنا كي يكونوا عدّة لنا في المستقبل وسط عالم يمور
بالمتغيرات.

إن الإعلام أمانة ومسؤولية، والمؤسسة الإعلامية
كالمؤسسة التربوية من حيث أثرها في تشكيل بنية المجتمعات ورسم ملامحها، وقد
يتفوق أثر المؤسسة الإعلامية على التربوية نتيجة عوامل مختلفة، منها طبيعة
المادة التي تقدمها كل منهما ومدى مناسبتها لأهواء المتلقين.
[6]
وتنوع أشكال المؤسسات الإعلامية، ومرافقتها
لأفراد المجتمع في مختلف الأوقات والأماكن بعكس المؤسسة التربوية، وغير ذلك
من عوامل، مما يستوجب استثمار الإعلام في توجيه شبابنا نحو ما يعود بالخير
والنفع على مجتمعنا على الأمد البعيد؛ فالأجيال التي تنشأ على متابعة
سباقات الأغاني، وتوزيع التحيات الصباحية شرقًا وغربًا.

وإرسال إهداءات الأغاني صباحًا ومساء، لن تستطيع
أن تقدم شيئًا مفيدًا لمجتمعها ولوطنها، ولن تستطيع أن تنقل معرفة حقيقية
للأجيال اللاحقة، وقد تكون حلقة في سلسلة لا يستطيع أحد أن يتوقع طولها.
[7]

المطلب الثالث : قراءات في الدور الاجتماعي للتلفزيون
يمكن أن نؤكد أن مشاهدة الإذاعة المرئية، لا تترك
أثاراً سلبية في كل الأوقات، بل أنها قد تكون قوّة فعّالة ومؤثرة في تكوين
وترسيخ اتجاهات وقيم إيجابية، بدءاً من الأطفال ومروراً بالمراهقين
والشباب البالغين، وليس انتهاءً بكبار السن الشيوخ، فجميع هذه الفئات تتأثر
بشكلٍ أو بآخر بما يتم بثّه وعرضه وإيصاله من " رسائل " و " قيم " وكل
منهما يتفاعل بصورة قد تبدو مختلفة عن الآخر، ولكن في النهاية، يكون المؤثر
واحداً، والمتلقين كثر
.
و منذ أن وجدت البشرية، كانت الحاجة قائمة لمعرفة
الكثير من الأمور، تهمها في حاضرها ومستقبلها، وهو ما دفع الإنسان إلى
التحري والبحث عن حقائق الأمور وقد دفعت هذه الحاجة المجتمعات الإنسانية
البدائية منها والمتقدمة، إلى تحقيق هذه الرغبة
.
حيث أصبحت أجهزة الإعلام بمختلف أشكالها تؤدي
المهمة للفرد والمجتمع إلى درجة أن تقرير الجمعية العامة للأمم المتحدة. في
دورتها الرابعة والعشرين عام
1970، أكد على أن الوظيفة الرئيسية للإعلام هي جمع المعلومات الموضوعية والدقيقة وإذاعتها مباشرة بصورة حرة مسئولة
كما أن بعض الباحثين يساوي الحاجة إلى الإعلام بالحاجة إلى الدم وتدفقه إلى الشرايين.
و من هذه الحقيقة، ظهرت الآراء التي تحدد أنشطة أخصائي الاتصال والإعلام وحصرها في:
1) رصد البيئة ومراقبتها بالمعنى الإيجابي والتقويمي
2) إيضاح العلاقات المتبادلة بين أجزاء المجتمع في رد الفعل نحو البيئة.
3) بث ونشر التراث الاجتماعي من جيل إلى آخر.
و يعتمد الإعلام في تحقيق وظائفه على تقديم
المعلومات السليمة والحقائق التابثة، التي تساعد على تكوين رأي صائب في
واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات، بحيث يعتبر هذا الرأي تعبيراً
موضوعياً عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم وهو ما يعتبر تجسيداً
واقعياً لطبيعة المجتمع وانعكاساً لها

إن الغاية المهمة والأساسية للإعلام، هي الإقناع
عن طريق المعلومات والحقائق و الأرقام والإحصاءات. و المفروض أن الإعلام
يقوم على التنوير والتثقيف ونشر المعلومات والأخبار التي تنساب إلى عقول
الناس وترفع من مستواهم ونشر تعاونهم من أجل المصلحة العامة، فهو يجب أن
يخاطب العقول، لا الغرائز
.
ومع ذلك فإن الإعلام بدأ يأخذ في بعض ممارساته
شكلاً من أشكال الدعاية، وذلك نتيجة لما حدث من تزييف وعبث في الأرقام
والمعلومات، وابتعاد عن الموضوعية واستخدام الأخبار والمعلومات للتأثير
سلباً في الناس. وعن طريق اختيار بعضها دون البعض الآخر
.[8]





خاتمـــة
إن دور الاذاعة والتلفزيون لنشر الرسالة الاعلامية لا يقتصر فقط على مستوى الفرد الاجتماعي بل يتجاوز ذلك إلى ثقافته التي نشأ عليها والتربية التي تلقاها في صغره والتوجيه الاجتماعي له من بيئته مما يتسبب في وجود قاعدة لدى الفرد تسمح له بقبول الرسالة الإعلامية أو رفضها.
كذلك للأهواء الشخصية وقناعات الفرد دور في هذا
الأمر ليس له علاقة بخلفيته الثقافية ولا الاجتماعية , فقد يقبل شخص
إعلانات السجائر رغم علمه بأضرارها نظراً لأنه يدخن بذاته.




قائمة المراجع


§ فراس الجندي , جريدة النور الاسبوعية , يصدرها الحزب الشيوعي السوري , العدد : 264 بتاريخ : 04/10/2006

§ آثار مشاهدة التلفزيون على تنمية عادة القراءة عند طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، كلية المعلمين بالدمام، الطبعة الأولى، 1412هـ

§ البيان الإماراتية عدد : -7-4-2006

§ أحمد عبدالجبّار الجوراني , قراءات في الدور الاجتماعي للإعلام





[1]موقع البلاغ

[2] فراس الجندي , جريدة النور الاسبوعية , يصدرها الحزب الشيوعي السوري , العدد : 264 بتاريخ : 04/10/2006

[3]فراس الجندي , المرجع السابق

([4])
آثار مشاهدة التلفزيون على تنمية عادة القراءة عند طلاب وطالبات المرحلة
الابتدائية، كلية المعلمين بالدمام، الطبعة الأولى، 1412هـ، ص 7، 63.


[5]الموقع الالكتروني لجريدة "لحواء"
[6]البيان الإماراتية عدد : -7-4-2006

[7] جريدة البيان , المرجع السابق

[8] أ. أحمد عبدالجبّار الجوراني , قراءات في الدور الاجتماعي للإعلام
[/center]
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://reidha.marocwebs.com/furom/index.php
 
دور الراديو والتلفزيون في البناء الاجتماعي والثقافي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طلاب العرب Arab Students :: التعليم والدراسة جميع المستويات :: التعليم الجامعي L'enseignement universitaire-
انتقل الى: