[size=25]هل تعرف ما الإدام ؟؟؟؟

في منزل الشيخة ألطاف...........

ألطاف تحكي حكاية لتلميذاتها الثلاث

اسمعن هذه الحكاية........... عن جابر رضي الله عنه قال: كنت جالسا في داري
بالمدينة المنورة فمرّ بي رسول الله صلى الله عليه و سلم فأشار إليّ فقمت
إليه، فأخذ بيدي فانطلقنا حتى أتى بعض حُجَر نسائه، فدخل........
ثم أذِن لي فدخلت فقال: (هل من غداء؟؟ ).........فقالوا
نعم .........فأتي بثلاثة أقرصة أي أرغفة خبز فوُضِعن على طبق من خوص فأخذ
رسول الله صلى الله عليه و سلم قرصاً بين يديه و أخذ قرصا آخر فوضعه بين
يدي...........ثم أخذ الثالث فكسره باثنين فجعل نصفه بين يديه و نصفه بين
يديّ
ثم قال: (هل من أُدمٍ ؟؟ ) قالوا: لا ........ إلا شيء من خَلّ ، قال: (هاتوه، فنعم الأُدْم هو )

ألطاف: و اسمعن هذه الحكاية اللطيفة..........نزل بجابر ضيوف، فجاءهم بخبز و خلّ
فقال: كلوا..........فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: نِعْمَ الإٍدامُ الخَلّ هلاكٌ بالقوم أن يحتقروا ما قُدِّمَ لهم، هلاكٌ بالرجل أن يحتقر ما في بيته يُقَدِّمُه لأصحابه

التلميذة الأولى: ماذا يعني هلاك بالرجل أن يحتقر ما في بيته يقدمه لأصحابه ؟؟

ألطاف: يعني إذا جاءتك صديقة ضيفة و عندك طعام
طيب كاللحم مثلا، و عندك في الوقت ذاته طعام متواضع كاللبن و البصل مثلا،
فليس من اللائق بك أن تختاري الطعام المتواضع لتقدّميه ضيافة لصديقتك
.......بل قدّمي لها ما تشتهينه أنت لنفسك
هذا من آداب الضيافة التي يُعلّمنا إياها نبينا الكريم صلى الله عليه و سلم

التلميذة الثانية: و ماذا يعني هلاك بالقوم أن يحتقروا ما قُدِّم لهم ؟؟

ألطاف: يعني إذا كنا أناسا أغنياء، و نزلنا
ضيوفا على انسان فقير لا يستطيع أن يقدّم لنا ضيافة إلا الخبز و الخلّ
مثلا، فليس من اللائق بنا أن نحتقر ضيافته

التلميذة الثالثة: و مَن جابر الذي حفظ لنا هذا الحديث الشريف ؟؟

ألطاف: هو جابر بن عبد الله الأنصاري، صحابي
جليل، روى الكثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم، و غزا تسع عشرة
غزوة، و كانت له في أواخر أيامه حلقة علم في المسجد النبوي الشريف، يجلس
إليه الناس و يأخذون منه العلم

التلميذة الأولى: و ما معنى الإدام ؟؟

ألطاف: الإدام كلّ موافق و ملائم ...و منه إدام الطعام، و هو ما يُجعل مع الخبز فيُطيّبُه
فهذه الزبدة إدامٌ لأنها توافق الرغيف و تلائمه و تجعله يطيبُ في الطعام

***

فوائد:
نقول أدَمَ الخبز أي خلطه بالإدام فالخبز مأدوم و أديم

الأديم: الجلد المدبوغ

و الأدّام تاجر الأديم أي تاجر الجلود المدبوغة

أديمُ النهار: بياضه يقال: ظلّ صاحبي أديم النهار صائما أي كلّ النهار

و الأديم من السماء و الأرض ما ظهر منهما

و آدَمَ المصلح بين المتخاصمين: وفّق بينهما

و آدم الرجل أهله: صار أُسوة لهم

و إلى اللقاء مع قصة جديدة إن شاء الله
[/size]