[size=25]في دكان الشيخ عارف الخياط
"سقى يسقي سقاية"

***

كان هناك رجل يحاوره و قد دار هذا الحوار بينهما

الرجل:أَجَعلتُم سقايَة الحاجّ و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الآخر و جاهد في سبيل الله ؟؟
هذه الآية الكريمة بصيغة المخاطبة ......لمن الخطاب موجه ؟؟

الخياط: للمشركين طبعا....و الإستفهام فيها
للانكار و التوبيخ و فيها ردّ على العباس بن عبد المطلب قبل أن يسلم عندما
قال للمسلمين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة:
لئن كنتم تتفاخرون علينا بأنكم سبقتمونا بالإسلام و الهجرة، فنحن نتفاخر
عليكم بأننا كنا نسقي الحاجّ و نعمرُ المسجد الحرام. (يسأل) واضح ؟؟

الرجل: فهمتها...إنها توبيخ من الله تعالى لقوم افتخروا بالسقاية و سدانة البيت الحرام
فأعلمهم أن الفخر إنما يكون في الإيمان بالله و اليوم الآخر و في الجهاد في سبيل الله

الخياط: أحسنت...أكمل نصّ الآية

الرجل: لا يستوون عند الله

الخياط: أي لا يتساوى المشركون بالمؤمنين

الرجل:و الله لا يهدي القوم الظالمين

الخياط: هذا للتعليل....أي لا يوفّق الظالمين إلى معرفة الحق....ثم ماذا قال بعد ذلك ؟؟

الرجل: الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم أعظم درجة عند الله و أولئك هم الفائزون

الخياط: أرأيت إذن ؟ هؤلاء المؤمنون حقا هم أعظم مكانة و أرفع ذكرا عند الله من مشركي قريش الذين يتفاخرون
بأنهم من سُقاة الحج و عُمّار المسجد الحرام و هم بالله مشركون.....فهؤلاء
المؤمنون هم الفائزون أي المختصون بالفوز العظيم في جنات النعيم......
(يسأل) بماذا يبشرهم الله تعالى ؟؟

الرجل: يبشرهم ربُّهم برحمة منه و رضوان و جنات لهم فيها نعيم مُقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم

الخياط: أرأيت سحر البلاغة ؟؟.......لمّا وصف المؤمنين بثلاث صفات: الإيمان و الهجرة و الجهاد بالنفس و المال
قابلهم على ذلك بالتبشير بثلاث: الرحمة و الرضوان و الجنان
فبدأ بالرحمة لأنها أعمّ النعم في مقابلة الإيمان و ثنّى بالرضوان الذي هو نهاية الإحسان (يسأل) في مقابلة ماذا ؟؟

الرجل: في مقابلة الجهاد

الخياط: و ثلّثَ بالجنان في مقابلة الهجرة و ترك الأوطان

================

اعراب


أجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الآخر و جاهد في سبيل الله ؟

سقاية: مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

***
ماذا يعني:
سقاية الحاج: سقيهم الشراب

قال الرسول عليه الصلاة و السلام: كل مأثرة من مآثر الجاهلية تحت قدمي إلا سقاية الحاج و سدانة البيت

و السقاية هي ما كانت قريش تسقيه الحاج من الزبيب المنبوذ في الماء، و كان
يليها العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه...في الجاهلية و الإسلام


و إلى اللقاء مع قصة جديدة إن شاء الله
[/size]